والنفسُ إذا ما قضت أمراً يكون ..!
يوم أن كنا صغاراً ,, كان في الدنيا أمل .. للتو قالها رفيق لي, ذكرته بعنوان ما , أدركَ ماهيته جيداً , وتذكرنا سوياً ما كان هناك ! ورأيتُ الماضي يكرر نفسه من جديد .. أواه إلى أين وصلت بنا السنون ,؟ ألهذا الحال يا ولدي ؟! سأخاطب نفسي بحال ذي اللحية البيضاء الواقف على عادته بعيداً عن كلِّ شيء , كأن الله أطال عمره ليرقبَ حالنا أو لنعتبر من حالته الخاصة , كثيراً ما قال لي " ازرعوا ونحن الزارعون ", " من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ", ولم ينفك يكرر قوله " اللي كتب غلب واللي ابتلى يصبر ", " المكتوب على الجبين لازم تراه العين ", لازلت إلى وقت قريب لا أجزم بصحة ما يقول, ظننتها قوانينه الخاصة ! أو ناتجة عن شيخوخة غائبة عن حال الناس من سنوات !, رأيت فيه وقتها كلمات رجلٍ يطيب إلى آخرته ويحن إليها !, لا سبيل له في هذه الدنيا, هو يريد الآخرة ولكني بالوراثة أحياناً أريدها مثله, وفي الواقع لا أراها إلا عتبة الموت تخالج أفكاره , أما أنا فلا زال أمامي شيء من الحياة , أتنفسُ جيداً , ونبضات القلب تعادل مستواها الطبيعي ! حتى هذه لا أملك منها أمراً, وحدها تنبض ولأجل ما تسير .
على حافة الواحد والعشرين !
السنة الثالثة بعد عامي الثامن عشر والثالثة في الدراسة الجامعية, والأولى لهذا الحاسب ولابن الأخ الذي يرقد الآن على سرير العمليات في مستشفى " تل هشومير " وأمي بجواره برفقة نساء إسرائيليات وعربيات وبضعة ملتحين يهود , هذه العملية الثانية له , كان موعدها إلى شهرٍ من الآن ؛ لكن لضيق في الشريان المغذي للقلب , ولانشغال الطبيبة بأكل الشبسي " دوريتوس " على حساب المرضى ! كادت أن تفارقنا روحه هذا العام , لكن الحمد لله الذي حفظه يوم وُلدَ وكان ميتاًً, وجعل لنا في جوارنا مستشفى نعتز به , ونرحِّل إليه كلَّ حالة نعجز عنها , أو نخفق في إزهاق الروح منها !.
زارنا هذا العام أيضا ابنُ أخ وفي الطريق أبناء إخوة آخرين , وتزوج أخي صاحب الترتيب الخامس , وانطلق أخي صاحب الترتيب الثالث في مشروعه " فرح للكمبيوتر والطباعة " وهذا العام على مستوى أكبر من أعوام سبقت , جميع المحاولات فيها كانت أقل ما تُسمى بالفاشلة !, لكنَّ إصراره أوشك أن يجني ثمار ما يريد وهذا ما ندعو الله له , أما إخوتي الآخرون فلا أحداث على المستوى العائلي إلا بضع مناسبات اجتماعية وأعياد ميلاد , أخي الأكبر بحاول أن يرمم مشروع عائلي على عتبة الانهيار _ كان الله بعونه فلا معين له _ هو أيضاً لديه الكثير في جوفه , لكن أشياء ما تمنعه , لا أدري ما هي لكن لو تحققت ستكون ذات شأن عظيم , أخواي الثاني والرابع لا زالا كما هما اشتريا سيارة لزيادة الدخل, قليلاً ما تسير والكثير في رقاد .!. نعود لأخي الخامس للنظر في مسألته الاقتصادية كحال كثير من الشباب , كان أفضلهم ! إلا أن مصانع الحجر أفسدت الأرض وما عاد الزرع إلا هشيماً من الغبار والأتربة !, هو الآن يبحث عن عمل ؟!.
أما ذاك الذي شبَّ من قريب, البادية ملامحه في النص, لم يكن عامه هذا مختلفاً عن عامين سابقين, رأيته يحاول أن يستنتج ويعدل ويدرك ويقيِّم ويخطط ويرسم ويحاول التطبيق , هو ذا الآن يعاني من لوثة فكرية وأفكار خيالية أو هي للواقع أقرب , وفكرة مشاريع تتسكع على مصروفٍ يومي وديون , في أزمة هو الآن !, لا يدري ما يريد , لديه من الإصرار والعناد الموروث ما يوصله لمبتغاه ! أظنه قريباً مما يريد, أذكر تماماً كيف قضى عاماً جامعياً مضى في أفكار طلابية عجزت معظمها أن ترد من الفكرة للواقع , ربما لم يكن الواقع مهيئاًَ لمثلها ! أو أنها لم تكن نضجت بعد ! كلُ شيء جائز, لكن النتيجة واحدة .. إنها غير موجودة ! ..
في الإجازة السنوية ! لم ينته الفصل الدراسي الثاني للعام 2009-2010 بعد ! قبل الامتحانات بأسبوعين ! كان مطلوباً للعمل ولا مجال إلا القبول, الاستمرار متوقف على وجوده , الشراكة انتهت ولا بدَّ له أن يرعى المؤسسة الوليدة ! نعم لديه خبرة كافية في صيانة الحاسوب وإدارة المحلات التجارية , أدار محلاً كبيراً منذ كان في الصفِّ الخامس وكان متفوقاً في دراسته , لاسيما اللغة الإنجليزية التي نادراً ما ذهب للامتحان وقد أمسك الكتابْ , لا شكَّ أخفق كثيراً في جوانب عدة وسُرق منه أشياءٌ وقدرها, إلا أنه لا بديل عنه سواه !. الامتحانات تدخل من النافذة مستعداً لها, يجتاز الفصل كالعادة بدرجات مقبولة وكالعادة أيضاً لا يخلى الزور من شوكة ! كانت مادتا التشريعات الإعلامية وفن الإذاعة والتلفزيون لأستاذ واحد ! كانت درجتهما سيئة بالنسبة لي , ولكني التمست الأعذار فيها, لإهمالي, وقد أقنعت نفسي أن الإهمال مني, وأني لم أقرأ جيداً بغض النظر عن طبيعة الأسئلة وكيفية الإجابة , وهذا ما لم يلتمسه في فصله المنصرم قبل أيام, إذ كانت العقوبة في مادة واحدة على قدر الاثنتين ! هو على غير عادته يعتزم مراجعة الدكتور على علمٍ مسبق بالنتيجة !
إجازة الفصل الأول ..
انتهى الفصل , يحاول أن يكمل ترجمة رواية أحبها من الإنجليزية إلى العربية من سنتين إلى الآن ! والصفحات لم تزد عن الخمس !, يريد أن يراجع كلمات العبرية التي حفظها ! الأوقات لا تسمح والنفسية محبطة نوعاً ما ! يريد إكمال فيلم تم تصوير بعض مشاهده, وينتظر الظروف لتسهيل المهمة !, ينوي حضور دورات في اللغات والحاسوب دون واقع !, أفكار كثيرة تراوده دون توقفْ .. زيارة للمكتبة ! قراءة رواية ! زيارة للأصدقاء ! طشة ! ترتيب الحاسوب ! نشر المدونات السابقة بعد إنهاء " اكتب تدوينات الأعضاء " ! كتابة أي شيء ! تركيب النت للديجيتال الجديد ! لا شيء يُذكر !.. قام بطلاء المحل المُنوى إقامة المشروع فيه , يحتاج إلى تمويلات إضافية , لا مجال للاستدانة والميزانية لا تسمح !, البدء بما هو عليه , مزيد من ساعات العمل , توفير وتقشف اقتصادي , يتذكر " ازرعوا ونحن الزارعون " يشحذ همته , يعقل ويتوكل ,..
أفكار ومعتقدات /
أدركُ تماماً أن عامي المنصرم هو الأسوأ على الإطلاق والأفضل على السواء ! كثيرة الأشياء التي رسمتها وتحققت ويساويها ما أخفقت في تحقيقه !. ؛ لكن الخسارة الحقيقية في هذا العام .. أني خسرت عاماً ينبغي أن أرى فيه كل الذي رسمت وعملت لأجله دون توانٍ أو تقصير ! وكفاني مكسباً تجربة السنة الحادية والعشرين ..!
في العامين السابقين /
بالإمكان تغيير الواقع دون الحاجة لتغيير السلطة !
إلى متى تبقى أفكارنا رهينة الخوف والخجل! , قال الناس ومن أنا ؟!
الحياة منظومة عسكرية وجب فيها احترام القانون والتزام النظام !
أضف إليها /
الثورة في متن الكتب تأتي لنفض الأتربة ؛ لكنها في الواقع تستبدلها بالغبار !
يكفيك أن تقترب منهم ؛ لتؤمن أنَّ المبادئ لا وجود لها !
إليكَ أيضاً بعض عشوائيات /
الشعب ! يحتاج رئيساً لا يثق به ..! يطالب بمجلس تشريعي , يحتاج لمجلس للشعب كي يراقبه ! الشعب تربة خصبة لنوايا الفساد ..!
الجزيرة لا تمارس التشويه الإعلامي فقط !.. بل تتعدى في فتنتها خبثَ الشياطين والموالاة لهم !
عاطفة البسطاء والعاملين والفلاحين تغني عن آلاف الكتب الثورية التي ينادون بها تقليداً للغرب وأوروبا !
أما هذه العشوائيات فلا زلت أفكر في صحتها وإمكانية اعتناقها أفكاراً ..
معتقدات :/ لم أرسُ بعد .. آخرها .. " Now I can say that I'm Muslim _ Just Islam "
قبل الأخيرة .. يهودي ؟ مسيحي ؟ مسلم ؟ لسه مش عارف
قبلها مسلم اشتراكي علماني
قبلها الإلحاد قمة الإيمان
قبلها العلم والإيمان
قبلها .. كنت أروح مع سيدي ع الجامع .. ملاحظة / لا يوجد أدنى تناقض بين هذه الأفكار وأنا أعتقد بجميعها وأجزم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق