الاثنين، 24 ديسمبر 2012

أصلاً عادي .. شو هالنحس !


أصلاً عادي .. شو هالنحس !

مش عارف كيف أبدا, متأخر زي هاليوم ؟ متردد ؟ مش عارف شو بدي ؟ لأ بس أنا كنت عارف , هي مش زابطة معي , ما بدها تيجي مش عارف ليش ؟ بالعربي يلعن أبوها من شغلة !

والله ما بدي أكتب عن هاليوم , بس قطعة النت وحالة الملل الرهيب أو الكآبة بالوصف الصحيح اللي مش ملاقي لها سبب هي هيك , بالعادة إذا اجت الصبح بعد المغرب بيكون المزاج عالي , وإذا كان المزاج عال العال الصبح بيقلب نحس بالليل ! لكن هاليوم غير شكل ؟ من أوله بنقدر نقول نحس ! والدليل زي ما أنا شايف النت كل شوية بقطع لكن هالنحس مش راضي ينقطع لهلقيت ! مش هاد القصة والموضوع , لكن غصب عني صار لازم أحكي هاليوم شو صار بالتفصيل , بركي العلم بكرة يشوف له تفسير ؟ وأنا مؤمن بهالشيء إنه العلم قادر بفضل الله طبعا .

سيدي نفسه قاعد بيحكي لي قصة للمرة العاشرة ؟  لو حسبتهم كان طلعت المرة ال 30 بخصوص هالموضوع وهو بتعلق بالأرض , ما راح أنهبل واحكي عنه هان , بكفي اللي أنا فيه, بدي أحكي لسيدي هيك, بس مش زابطة معي برضو ! دخلنا بموضوع راحت واجت وقالت وقلنا وأنا بدي اختم إنه الحياة "  خريفة " زي ما أنا بأكتب هان برضو , هي خريفة فعلاً .

اصحيت الصبح ع العشرة ونص .. كانت صدمة بالنسبة لي ! ما بعرف ليش مع إنه مش في بالي أصحى أصلاً , وشعور بالتأخير كان لاحف مخي , وشوية وأقول لنفسي المشوار مش لازم النهار خلص ! المهم كان الأمر ضروري نوعاً ما وما بيصح تأجيله, وقررت أطلع من البيت قبل ما أطلع فاجأني موقف بنت أخي الصغيرة بتقول لي " الله يسهل عليك " لأول مرة أسمعها فكانت مفاجأة لي وضحكت منها لدرجة كل شوية أقول لها سلام يا غزل , فتروح تقولي الله يسهل عليك وتضحك ..

ونزلت ع الشارع بعد اتصال من صديقي ينتظرني بالقرب من دوار أنصار غرب غزة وأنا ساكن في الشرق, قلت له مسافة الطريق نص ساعة,  قضيت ربع ساعة بانتظار سيارة توصلني لموقف الشجاعية ! طبعاً بعد التأخير قلت والله منا طالع سيارة ومشيت ع رجلي منه صحة وتوفير J , وصلت الموقف وشاورت لسيارة واطلعت فيها, ورغم التأخير إلا إنه السواق كان شاطر كتير, معه راكب على منتزه برشلونة وآخر عند وزارة الأسرى وطالبة إلى الجامعة , كان بدو يمشي فينا لفة سريعة ويعمل دوارة معنا, لكن المشكلة كل الركاب مستعجلين ! المهم كنت آخرهم وصولاً والتقيت بصديقي بعد التعذير اللي طالني بسبب التأخير وإشارات المرور الحمرا, الراجل اللي بدنا اياه مكنش موجود واتصلنا ع جواله بيعطي مشغول ! ..

اجا النت ! صار لازم أمشي .. وين تمشي ؟! رسالة من أختي مطلوب تصميم عاجل لوسيلة جامعية, ااخ كم مرة قالت لي ؟ طيب بدي اخلص هان وأشوف التصميم إزا ضل عندي وقت أو حتى نفس إني أشتغل, كملنا مشوارنا ورحنا لشخص تاني كان في برنامج زياراتنا لكن للأسف هو الآخر لم يكن موجود ! وأختصر الآن وأكتب على عجلة !  قررنا الذهاب إلى مقر نقابة الصحافيين وهي الزيارة الأولى لها وقد حالفنا الحظ هذه المرة كي لا يخيب ظن النحس فكانت على الطابق الأخير وأخذنا نلهث من التعب حتى كان الباب مسكر ومحدش موجود ! ومحدش شخصية مشهورة كتيير .. الحمد لله النت فصل تاني .. خلينا نكمل, شكلي هأنام .. إزا حالفني الحظ بدري .. ركبنا سيارة وصديقي أعطى السواق 2 شيكل عن راكبين والسواق بعد ما مشي فينا يعني 200 متر اتفاجأ ورجع المصاري وقال لنا تفضلوا انزلوا , بطلت أشتغل !, هو مش طماع بس قال في باله 4 شيكل ولا بلاش ؟

, هو قال بلاش واحنا قلناها كمان وكملنا الطريق على رجلينا لأنه الموضوع مش مستاهل, بالعادة أنا بأصنع الكلمات والأحداث بس هاليوم تعفلني فعلاً بمعنى الكلمة , انتهينا من موضوع السواق وقررت أرجع ع الدار , يا سلام ! بدي أروّح أشيل هالبخت من راسي , وفعلاً في الطريق واحنا ماشيين اجا اتصال من مؤسسة بتأكد لنا موعد لدورة , صراحة ما سمعت نص الكلام لأنه الطريق دوشة وبدي أخلص اتصال الموظفة معي كيف مكان , اوك ماشي , كل اللي فهمته ع 8:30 في الميرنا هاوس أو المارينا هاوس , بالعربي مش متأكد من المعلومات اللي اسمعتها, ولما اوصلت الدار اتصل صديق آخر لي وهو الذي دعاني للتسجيل بهذه الدورة ! تفاجأت بأنه اسمه مش موجود ؟ يـاه ! حسن حظ هاد ؟ ولا سوء نوايا ؟ مش عارف بس أكيد لازم أزعل أو أتنازل أو مش زابطة معي فعلاً ..! كيف يعني ؟ نفس الورقة كتبنا ونفس المعلومات قدمنا وهم اتصلوا فيه وانا كنت مجرد زائر ؟ بأي حق يصير العكس ؟ كانت ضربة جامدة في مخي اللي مش مستوعب حاجة حتى الآن !

تحديث للنت , برضو مش جاي ! يلعن أبوها من شغلة , طيب أنا الثلاثاء والأربعاء والخميس عندي دورة , والخميس كمان دورة ! وكلهم فيهم وجبات غداء على ما أعتقد ؟ واجاني اتصال ما بعرف من وين لأنه وأنا ماشي برضو وجوالي مش بصحة جيدة بالمرة ومع صوت الطيط والطوط ما استوعبتش حاجة فطلبت منهم إيميل لتفاصيل أكثر وانا في انتظاره , المهم مضمون الحكي إنه في ندوة أو ورشة عمل في قرية النخيل بدير البلح ! والله عن نفسي أنا بدي أزورها واجت مناسبة لكن في وقت غير مناسب ! فيها وجبة غدا كمان !! الله أكبر  .. بس يا خسارة !

سيدي رجع لنفس الموضوع اللي حكاه قبل شوية , الأرض برضو , المهم ثلاث أيام داخلة في بعضها مع مجموعة وجبات في وقت واحد ! والله ما بتصير ؟

خلينا نكمل القصة, وبدي أختصر اكتر, رجعت الدار في كم شغلة لازم أعملهم وأكيد ما عملت فيهم شي ولا حاجة منهم كمان , حتى لما اجيت أتحدى نفسي وأعمل حاجة, اجت سيارة الكهربا للصيانة وقطعت الكهربا عن مربع شارعنا . يا حلاوة ! كان لي خاطر ساعتها امسك أي حاجة وأفش غلي فيها زي ما بيحكو , وما لقيت إلا الملح! بيحكو إنه بيرفع الضغط ؟ برضو بدون نتيجة .

حتى الآن أنهي التدوينة وبأفكر شو بدي أعمل , يبدو إنها الشيء الوحيد اللي زبط معي واقدرت أكمله, في نهاية الموضوع الحمد لله على كل الأحوال , وكلها والحمد لله جميل , وجمالها بهذا البيت الذي يلامس حالتي وقد نشره صديق لي عبر صفحته على الفيسبوك .. أختم بها :

أبحث أحياناً عن نفسي //كي أهرب من ظلمة يأسي
أمضى كالطيف فألقاها // تقترب قليلاً أعرفها
يختلط الأمر فلا أدري // هل أحيا يومي أم أمسي !؟        لـ " فاروق جويدة "

الخميس، 20 ديسمبر 2012

الموت الرحيم .. قصة قصيرة

الموت الرحيم ..

لقد كانَ يُدرك يومَ صرخ في رحمِ أمه أنَّ الأمرَ ليسَ هيناً غير ممكن, خارجٌ عن المألوف وهو العدم, هناك شيءٌ ما, يتساءل في نفسه ماذا كان ؟ وكيف أتيتُ إلى هنا ؟ ولماذا أنا ؟ هذي زخاتُ المطر تتساقط الآن ! كما كانت تتساقط على لوح الصفيح في هذي الغرفة التي وُلدْتُ بها قبلَ تسعين عاماً, يختلط صوتها الممزوج بضربات الزينقو مع صرخاتي التي لا أعرفُ إذا ما كانت ألماً أم أنها الإرادة المسلوبة ساعة الميلاد, وتلكَ النسوة كنَّ يزغردن بصوتهن الذي كان يصدح في باحة المنزل " ولد , ولد , ولد , كم أنتَ كريم يا الله " ويباركن لأمي وينهلن على أبي يطلبن منه العطايا والحَلَوانْ !

لقد كانَ أبي وحيداً لا إخوة له ولا أعمام ولم ينجب سوى أخي الأكبر وقد جئتُ بعده بعشرين سنة من أم ثانية وأخت ثالثة لزوجة ثالثة ! من كان يصدق أني سأعيش تسعين عاماً ؟ والكل كان يقول سيلحق بإخوته الثلاثة الذين أنجبتهم أمه وماتوا بعد أيام من ميلادهم , تلك الأيام وهؤلاء الإخوة الذين ماتوا كانوا سبباً بطلاق أمي وسبباً كي أعيش مشرداً بين منزل وشتات تتنوع فيه العذابات وتتلون معه الآهات ويزداد البأس كلما زاد بي السنُّ وتقدّم العمر وكبرت الحاجات والرغبات .

يومها لم أكن أفهم شيئاً ولا زلتُ كذلك غير مدرك لما هو أمامي ولا لما كانَ خلفي ! هذه التسعين عاماً لم تقدم فيَّ شيئاً ولم تؤخر, يا إلهي ! أينَ أين ؟ كلًّ الذين توقعوا هلاكي؟ والذين عاشوا بمثل سني كلهم قد ماتوا ! وها أنا موجودٌ على فراش الموت الذي يتجاهلني يوماً بعدَ آخر, عاجزٌ عن الحركة من أسر هذا السرير, يقيدني كسرٌ في قدمي وتكبلني هذه الأغطية رغم أنها تحميني من البرد, لعلِّي أفضلُ البردَ كلَّه على هذه القيود ! لعلَّ الحرية تستحق منا الاستغناء عن كلِّ شيء في سبيل الوجود !

تباً وألفُ تباً , هذه الحاجة تأتي على غير رغبة دوماً وبلا ميعاد, يا هذا, أنتم ؟ من هناك ؟ تعالَ يا هذا ! الحمد لله رغم أنك قد جئت متأخراً , ارفع عني هذه الثياب, ساعدني بقضاء الحاجة يرضى عنكَ الله, إنهُ العمرُ يا ولدي, كِبَرُ السنِّ يا بني, تلك العبرة من الحياة, لو كنتَ تعرف وغداً ستعرف كم هي الدنيا لعينة ! انظر لهذه الأرض واسألها كم مرة قلنا لها " اشتدي ما عليكِ قدِّي " وارقب حالنا الآن ! لا شيءَ سوى " خريفة " إنها مجرد قصة أرويها لكَ يا بُني !

قالَ جدي كلُّ هذا وأنا مرة غير مرة وحالي يتقلبُ بعدَ حال, أتساءل وأنا كثيرُ الأسئلة, لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ هل أعيش مصيري مبكراً ؟ هل كُتب عليَّ أن أعيشه مرتين ! ثلاث ؟ الله أعلم ؟ . أكان هذا قدرُ البشرية جمعاء ؟ هل يكون في هذا تينٌ وزيتون ! وطور سنين ؟ ثمَّ رددناه أسفلَ سافلين ؟ وأجرٌ غير ممنون ! فليكن ما يكن, إنَّ اللهَ يكفِّر عني ذنوباً لستُ أعرفها, الحمد لله على كلِّ حال, إني إذ توكلت على الله مرة ومرة, تراجعني نفسي ألف مرة وتقول لي :كأنّك لا تعرف أنك مستخلفٌ على هذه الأرض, سيد قرارك مالك نفسك قادر على كلِّ شيء تحت أمرك, وإني على معرفة أن الله قسّم بيني وبين إرادته, لي ما شئتُ من أمري وله ما شاء منه , ولكن ما دامت إرادتي هنا حرة ! فلي أن أفكر وأن أقول وأفعل _ لكنّي على ثقة أن حروفي هنا خارجة عن إرادتي بعض الشيء _ كأن الإرادة الإلهية تشاركنا في كلِّ أمورنا وصراعنا مع النفس والشيطان ! هذه الحروف لم تسلم من وساوس أو رغبات في النفس, إني أعجز عن تحديد مصدرها ! فلا ميزان الخير والشر ينفع ولا مقياس الصواب والخطأ .. قل لي لماذا ؟ لماذا يبقيني اللهُ حياً هنا ؟ وهل أنا حيٌ فعلاً ؟ أم قبل ميلادي كانت الحياة ؟ من يدري إنها قد تكون بعد الموت كما كانت قبلَ الميلاد من لا شيء ؟ وإني أتوجه بسؤال كهذا وأنا عاجز حتى عن الإجابة لماذا أنا أكتب هنا ؟ ولماذا أتساءل من الأصل ؟

نادى جدي المتألم في فراشه, اذهبوا بي إلى المستشفى, أريدُ الطبيب, حالاً وإلا سأذهب بنفسي, يقول إنه سيذهب بنفسه ! ثم يطلب من أحدنا أن يلبسه ثياباً يخرج بها ولم يتحرك في فراشه, يعلو صراخه, فيهدأ بدواء مُسكّن, ثم يصر على الذهاب للمستشفى , إنها ليست المرة الأولى التي نذهب به إلى هناك, قبل عامين قال طبيب لطبيب آخر :" ألا ترى سنَّه ! زُق زُق " تلكَ الكلمة التي أثارت حنقاً بين أبناء عمي متسائلين هل يكون هذا طبيباً ؟ أم حانوتا ؟ إنه لا يستحق أياً من الصفتين ! رغم إساءة الطبيب في التعبير فقد كان قاصداً أنه لا مجالَ للعناية به أو حتى إعطائه درجة من الاهتمام, إنه يرى الموتَ أولى به ! جدي نفسه لا ينكر هذه الحقيقة, لعلّه يتمنى الموتَ أحياناً ويستعجله أحيانَ أخرى وغير ذلك فإنَّ جدي يتمتع بروح رهفة وشهية مفتوحة تسعدُ بالحياة, تراه مرة يطلب بسكويتاً أو تمراً وعصيراً أو كباب _ جدي مولع بالكباب مذ كانت زوجة أبيه تطعمه رملاً في فمه إذا ما نطق بالكلمة ذاتها .. كفٌ من الرمل مقابل كلمة " كباب " .

وأتساءل ألا يمكن للإنسان أن يضعَ حداً لعمره إذا طال ؟ تماماً مثلما يضع حداً لأي شيء ! ألا يكون الموتُ عادلاً للعاجزين حقاً واجباً لهم ؟ يريحهم من ألم الإعاقة ومشقة التفكير ؟ ؛ لكني أتراجع أمام هذه الفكرة التي قد تبدو منطقية؛ لأنَّ الرحمة ستكون غطاءاً للجريمة, ومن قال إن في الرحمة راحة ؟! ألا يكون الموتُ عذاباً لا ندركه ؟ ثم من الذي سيضمن الموتَ ما دمنا لا نضمن لأنفسنا الحياة ؟!
وبعد عامين تخللهما مجموع زيارات لعيادات وأطباء متخصصين كلهم قالوا: لا علاج ولا أمل !, أدهشتني هذه العبارة, لأول مرة أسمع " لا علاج ولا أمل " من لسان طبيب وأكثر ! في عادة الأمر يقولون " الله كريم, الأمل في وجه الله " هذه المرة لم يذكروا اللهَ حتى, أليس الله موجوداً هنا ؟ كما كانَ يوم ميلاد جدي والكلُّ كانَ يقول " سيلحق بإخوته الثلاث ويموت بعد يومين لا أكثر ! " لقد ماتوا جميعاً وعاشَ جدي رغم ذلك, كانوا يسخرون من مرضه ثم ماتوا ولم يمت !
-
15-12-2012 ..





الأحد، 28 أكتوبر 2012

وَهُزّي إليكِ بِجِذع النّخْلّة ..


وَهُزّي إليكِ بِجِذع النّخْلّة ..


أما قولي هنا فأبدؤه بالتنويه إلى أني للتو أغلقت لعبة " Gta 4 " وهي لعبة الواقع الافتراضي, كثيراً ما لعبتها منذ سنوات ولم أكن أحب فيها إلا العمل كسائق تاكسي أو سائق إسعاف, والأولى لأنها مرتبطة بالواقع الغزي القريب, أما الثانية فهي أمنية لم تتحقق بعد وأظنها قريبة " أن تركب إسعافاً في أوج السرعة لإنقاذ شخص ما, وأهم ما في الأمر أن تسير بالطريق المخالف دون مخالفة قانونية بروح المغامرة الشرعية ". فكرة اللعبة قائمة على المهام الإجرامية من قتل واغتيال وسرقة, والمالُ فيها زينة الحياة, إما أن تكون قنوعا فترضى بالتاكسي أو تكون مجرماً يسرق ويقتل ويعتدي فيصيرُ ذا عزٍّ وجاه وتلاحقك الشرطة !

وأنا إذ قدمتُ قولي هنا عن هذه اللعبة, فذاك لأني " ألعبها " قريباً في الواقع بعد تخرجي من الجامعة في مدينة يملؤها اليأس ويتلاشى شبابُها أمام الواقع المرير سياسياً واقتصادياً ومعنوياً, ولها من كلِّ حسرة ومأساة نصيب, ليس منها شيءٌ سوى التهليل يوماً ويلوه تغريد, مدينتي تعرف جيداً كيف ترقص وتلهو ! ؛ لكنها بعدُ لم تتعلم كيف تعمل .. وأنا لا زلتُ غيرَ مؤمنٍ ببلدي, ولا مقتنعاً بها إلا فرضاً, ما أنا ملتزمٌ به لولا إيماني بالله, وأنا إذ كنتُ موجوداً هنا فتلك مشيئته التي أحمده عليها, راضياً عنه آملاً برضاه عني؛ وأزيد أني إلى الآن لا زلتُ أسبح في فلك اختياراته . أو اختياراتي ! في الواقع أعجز عن تحديد ذلك غالباً, وأقول الحمد لله .

ما وددتُ قولَه هنا أني الآن على مفترق هام جداً, تراودني أفكارٌ كثيرة وضيقُ الوقتِ يكاد يخنقني, وسعة التفكير محدودة , ومعارفي نادرة " الاجتماعية خاصة ", والنفس تقيدني بالاعتماد التام والكامل عليها لا أقول في كلِّ شيء فحسب! بل في أبسط الأشياء حتى " غير إعداد الطعام ", لا أعلم لماذا خصَّني الله بهذه الملكة؟ " والتبرير عندي ", هذه العقدة التي تمنعني حتى من طلب المعونة من أقرب الناس إليّ, ربما لأني أساوي بين الجميع ولا أقيم أي علاقة على أساس القربى التي ما اخترتها أو على أساس الحيز السكني وما شابه ! فلا أحدٌ ملزمٌ بي مطلقاً والله وعدني بقوله " أقربُ إليه من حبل الوريد " إنه الوحيد الذي يرقبني وأنا الطفل بين يديه يرسمُ له مستقبلاً وطريق, وبعلمه يؤكد لي " وفي السماء رزقكم وما توعدون" إنه يعرفني أكثر مني, لذلك أتوكل عليه وأحاول أن أعمل بقوله " أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزقٌ كريم ", في كلِّ آياته التي بها أؤمن أراه معي رغم تقصيري بحقه وتكاسلي عن بعض أمره.

هذا التقصير الفطري يجعلني متأخراً دائماً عن كلِّ شيء حتى الفَهم ذاته, يبدو أني لم أفهم بعدُ آيات الله في خلقه ! للتو وقد نفدَ الزيتُ من " مولد الكهرباء" خرجت للشارع, فالتقيتُ أحدَ المدمنين خارجاً من " المصحة " في إجازة العيد, وتعرفتُ منه على تجربة الإدمان, وقد بلغ من العمر الرابعة والعشرين دون عمل أو بيت أو ملهى بالخير ! إنه ببساطة " لا شيء " غير صورة إنسان يكسو الشرُّ جسدَه وفي ذاته نفسٌ نقية طاهرة وأزمة مجتمعية تحيطُ به وواقعٌ يدعوه إلى التغيير من نفسه ومحاولات في مجتمع فاسد* ! ( مقارنة بالمجتمع النقي, لا بالمجتمعات العالمية )  

وأسألُ الآن نفسي وأنا على حافة الثالثة والعشرين " سبب التدوينة هذه " ماذا لو كنتُ مكانه ؟! ولي أقرباء وأصدقاء وجيران يأسرهم الإدمان وتقيدهم الخطيئة وتحاصرهم نظراتُ الناس !.. لا.. لا.. كيف أسأل وأنا ذا خريج جامعي ولدي دراية في صيانة الحاسوب " تعلمتها من أخي " وأسعى لتعلم كلِّ شيء كلِّ شيء وأعمل !. أسخرُ من نفسي الآن وأقول كأني أنا صاحبُ هذا ؟ أو أني الذي أتيتُ به ؟ إنه فحسب فضلٌ من الله منَّ بهِ عليْ, لا يحق لي مطلقاً أنا أنسبه لنفسي وهو العدم نسبة إلى آخرين ! إذن ما الفرق ؟!

بالعودة إلى مضمون اللعبة, أقصد الواقع, دائماً ما يرنو الإنسانُ للأفضل من تحسين واقع المعيشة وتحقيق أحلام وطموحات, بالطبع إذا أفلح بتحقيق متطلبات حياته الأساسية هنا, ولأجل هذا بدأتُ الكتابة, فأنا الآن أمام مفترق سبق أن ذكرتُ أهميته التي لا ينكرها أحد, أنتَ الآن بحاجة إلى رزق كريم, تحقق به أبسط حقوقك ! عمل, بيت, حياة كريمة,  وإذ كنتُ ألقي بهذه الأساسيات إلى الهامش, وأميلُ إلى سرِّ وجودي على هذه الأرض, فهناك شيءٌ لا بدَّ وأخذه بعين الاعتبار " العمر والقدر " كلاهما لا يتعد الحروف الثلاث " فعل" مع اختلاف الحركات وبنفس الوزن والثقل الحياتي, ليس في الوقت متسع ولا أنا بالغيب عالم, لكني أتميز " بالإصرار" أعتقد أني ورثتها أباً عن جد, مثلَ هذه " الصلعة " التي بدأت ملامحها تظهر في شعري, والخيميائي زادتني قناعة, إما أن يكون أو لا أكون !

بعد تخرجي هذا العام زاد تحرجي من نفسي, إلى الآن لم أسعَ للبحث عن وظيفة أو لا أعرف البحث, ومردُّ ذلك أني لا زلتُ متمسكاً بفكرتي أنه من الممكن صناعة طموح كبير من بضع ورقات مالية وأفكار ! وما يخفف النار التي تحيط بي, واقع مؤسساتنا المكلوم, إما أن تكون ابناً لتنظيم ؟ أو أن تحرث عليكَ إحدى المؤسسات الخاصة ثلاث سنين مقابل شهرين بطالة ؟ أو أن تنتظر مكتب العمل ووكالة العوث لست شهور بطالة أيضاً ؟ هذا حالُ بلادي أو أن تعمل مساعداً لأبيك العاطل عن العمل؟ والدراج هنا " سائق فرشة " وما أنا عليه أفضل والحمد لله .. هذا الواقع وهذه التبريرات يخلقها المجتمع " شبابه ", بالمطلق لا أؤمن بها ولا أفكر أبداً لأنها واقع لايحتاج للإيمان بقدر ما يحتاج المحاولة والعمل الجاد .  

يقترح عليَّ أحدُ إخوتي بإكمال دبلوم تربية, لأكونَ مُدرساً ! ويغريني بالراتب الذي يتقاضاه العاملون في قطاع التعليم واستيعاب هذا القطاع للكثير من خريجي الجامعات !؛ أعلم إنَّ قلبه علي ويبحث عن مصلحتي, إنها فكرة ! لكنَّها قبيحة تتحكم فيها الحاجة للمال وإنكار للذات والابتعاد عن واقع الرغبة والإرادة, لا أنكر أني إلى الآن لم أحدد شيئاً مصيرياً ولم أتخذ قراراً حاسما في معظم أموري, إلا أني أتساءل لماذا فسد حالُ التعليم في بلادنا ؟ هل ينظر المعلم إلى تلاميذه كصفقة ؟ أو مشروع استثمار ؟ إذن لماذا تنتشر مراكز التعليم الخاصة بضعفي عدد المدارس وربما أكثر ؟!.
 المالُ والبنون زينة الحياة الدنيا ؟ إذن لماذا تكون الغالبية العظمى من أهل الأرض فقراء ؟ ورقابهم معلقة بالصدقات؟ ببساطة إنهم لا يفكرون ولا يتوكلون. ولماذا يتسم الأغنياء بالأنانية والتكبر والطغيان ؟ ذاك لأنهم فقراء أيضاً .. كلُّنا إلى الله فقراء .. وكلنا لله وإليه راجعون !

إذن هل المالُ غاية أم وسيلة ؟ سؤال أحمق يعرفه كلُّ إنسان تميَّز بالعقل والحكمة ودماثة الخلق وكرم النفس, لكنَّ ظروف الواقع تفرضُ على الناس أشياء تكرهها, وأرى أنها التي وضعت نفسها في مأزق هذا, تحتاج قبل الغرق في أوحاله أن تنظم  نفسها وتُعد أبناءها إلى الحياة المستقيمة المتوازنة القائمة على أسس واضحة وحدود يعرفها الجميع .
وأنا الآن أفكر وقد عملت " وسع نفسي " في تحديد طريق أو مسار أمضي عليه بين إكمال التعليم ؟ أو الاستمرار في عمل لا يوفر أبسط المصروف ؟ أم أن أستمر في البحث الذي آمنتُ أنه غير مجدي ؟ ولا يتناسب مع الكرامة الإنسانية في أبسط حقوقها " الابتسامة صدقة ", هذه الخيارات كلها لا تنفعني الآن, لأنّ الوقود المادي لا يساعد ! " فكرتي " التي عملتُ عليها قرابة أعوام خمسة! وقد بدأت ملامحها تبصر النور متوقفة ! بل تحتاج إلى إعادة تأهيل وتمهيد " كما قلت الوقت لا يسمح ".

إذن ؟.. على الأقل أنا لن أهتم للمظاهر ولا يعنيني أن أعمل أيَّ شيء في سبيل المضي بالطريق الذي وهبه اللهُ لي, متوكلاً عليه, مؤمناً بقوله " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق " وأنا قد أنجبت فكرة لن أقتلها إن شاء الله, مقتنعاً بها كلَّ الاقتناع " قد تكون حماقة, وقد أكون جاهلاً وقد أكون غبياً " لا يهم, المهم أني هنا لأجل هذا وإني " أحرص على ما ينفعني وأتوكل على الله ولن أعجز " ..

فيما ذكرت ليلة الاثنين هذه الموافقة لـ " 28-10-2012 " أنَّ معرفتي الاجتماعية محدودة ! قد لا تكون كذلك وإنما قصدي أني أقيم علاقاتي وفق إرادتي الحرة المتناسبة مع ذاتي دون اعتبار لأي عصبية عائلية, قبلية, جغرافية, مذهبية, أو أي شكل من أشكالها, وإنما أعتمد في ذلك على حرية الاختيار " فلينظر منكم من يخالل " والحمد لله لي صديق من كلِّ جانب وهناك جوانبُ لم أجدها بعد, آمل أن أعثر عليهم قريباً .. وأساس الصداقة يكون على انتفاء المنفعة المادية بالأصح ولا أقصد الشراكة العملية وهذه مشكلتي " إذ أفشلُ حتى الآن في إيجاد الصديق العامل " ووفقني الله بالأصدقاء العارفين والمثقفين والمدركين والمشاركين لي بكثير من الأفكار.. أهنئهم برابع أيام عيد الأضحى المبارك .. وأذكر نفسي : إن النساء إذا دخلن قرية أفسدنها وكذلك يفعل المالُ بينَ الأصدقاء ..
------
عديتي لكم هذا النشيد , وآمل أن يعجبكم .. " في أطهر أرض قلبي .. قد طافَ ولبى الله "
------
كنتُ أودُ نشر مدونات على حاسبي وقصص قصيرة هنا ولكن الوقت بي يضيق .. والمدونة تحتاج إلى ترتيب وتنظيم كذلك حياتي هذه وغرفتي ..

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

اليوم الأخير ..!


اليوم الأخير ..!


هل بدا يوماً عادياً ؟ أم كان مملاً محبطاً كئيباً كالعادة ؟! والعادي والعادة يفترقان في يومنا هذا, إنه كالعشاء الأخير يوم قُتل النبي عيسى وما قتلوه أو صلبوه ؛ لكنهم عن دعواه قد نفروا وبدينه كفروا, أما جامعتي فقد آمنت وما نصرت أو انتصرت وذا يعفيها من سيل الاتهامات الذي أكنه لها في يومي الأخير !

أقول وأسأل وقد تمنيتُ في أواسط المرحلة الجامعية أن أرى أو أعرف أوأطلع على الطريقة التي ينظر فيها " الدكتور/ة " إلى أوراق الامتحانات وبأي طريقة يُمكنهم تصليحُها خاصة أن المواد الأدبية ترجع إلى النسبة في القياس والتقدير, وتُمنح الدرجات بناءً على حسن الخط وجمال التعبير! ؛ لكني والحمد لله رأيت وتعرفت على آلية لا أعرف حتى الآن تفسيراً لها أو تبرير !

ما يهم من مقالي هذا بيان صورة لم تخفى عني طيلة أربعة أعوام في جامعتي التي إليها أنحاز وبها أفتخر " الأزهر – غزة " ومن حرصي عليها واهتمامي بها أذكر ما حدث في اليوم الموافق لـ 25-9-2012 .. حيث كان فرصتي الأخيرة للتسجيل في حفل التخرج " فوج الهوية والانتماء " أي الفوج السادس عشر , ولقد حالفني الحظُّ كثيراً فيه حيث تمكنت أخيراً من التسجيل وتحققت أمنيتي بالتعرف على الآلية التي يرصد بها " الدكتور/ة " الدرجات .

بعدما تأخر الدكتور " فلان " بتصليح أوراق الامتحانات لمدة تزيد عن الشهر كاملاً إما بحجة السفر أو أنه لم يأتِ بعد ! هكذا كان يجيب مدير الكلية نيابة عنه, لم يكن هناك مجالٌ بعد أسبوع من المراجعات والانتظار العقيم إلا أن أجلس متربعاً في ساحة مبنى الكلية يائساً منها في اليوم الأخير للتسجيل وأقول لهم إنها الساعة الأخيرة, إنها الدرجة الأخيرة, تخرجي من الجامعة متوقفٌ عليها ولا ألمس إلا تعاطفاً من ذا الكريم وذاك, فذا يقول إنك غائبٌ يوم الامتحان ودفتر الحضور يثبت عكس ذلك ! ويبقى الأمر معلقاً حتى يجيء الدكتور ! إلى أن مرَّ بنا أحدهم  بدرجة " دكتور " ينظر لي متعجباً ويقول قم من جلستك هذه إنها عيبٌ عليك ولا يصح أن تجلس هكذا وهل تحسبُ نفسك في أي مكان وصوته يعلو كأن مصيبة حلت به ! فأجبت قائلاً أنا في جامعة والعيب من فعلكم يظهر ! لعلّي أخطأت ولكلينا عذرٌ صريح بعد مشادة قامت بنا لولا تدخل رجل كريم " أ. سمير العوضي " مدير قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة حالت دون استدعاء الأمن الجامعي, استفسر عن أمري واتصل فوراً بالدكتور الذي مراراً أجل مجيئه وهو يقول غداً وغداً ؛ لكنه هنا توقف وقال أنا الآن آتٍ من البيت في مدة الساعة والنصف بعدما وضح له إلى أي حدٍ وصل الأمر بي وزميله الدكتور  ..

قيل رُبَّ ضارةٍ نافعة ! وأنا أقول ربَّ عقدةٍ تحلها مشكلة والحمد لله التزم الدكتور بموعده مع تأخير 15 دقيقة, لا يهم ما تأخر؛ لكنه جاء في النهاية وفتح درجَ مكتبه وأخذ يقلب دفاتر الإجابات وقلبي يتقلب ألف مرة مع كل دفتر, إنه هنا والحمد لله ! الثالث قبل الأخير, إذن أنا حاضر والإجابات هنا ! أينَ ذهبت الدرجة ؟! وكيف قيل إني غبت عن الامتحان ؟!, أعاد الدكتور تقليب الدفاتر مرة أخرى يقارنها بسجل الأسماء والحاضرين يوم الامتحان ! ؛ ليتبيّن أن خطئاً ما حصل وتبديلاً في الدرجات كان بيني وبين طالب غائب ! هو لم يتقدم للامتحان وينجح ! وأنا أغيب نيابة عنه في سجل العلامات ؟  كيف حدث ؟! كيف حدث ؟!

سألتها في نفسي وسألها الدكتور في تمتمات شفتيه, وقال انتظرني هنا وقضى وقتاً في مكتب عميد الكلية يُعد كتاباً بالخطأ الذي حصل وهو أمر ممتاز إدارياً وكان الأسهل طرقاً جانبية تؤدي لنتيجة ممتازة ومريحة ! لكنه اختار الطريق الصحيح رغم طوله ونوع المسئولية التي ستقع على عاتقه ! كفاه الله شرّ القتال . أنهى الدكتور كتابه للعميد وأمهلني يوماً واحداً لتبديل العلامات وتصويب الخطأ لأنَّ وقت الدوام الجامعي بدا أنه انتهى في تمام الثالثة عصراً متعهداً لي أن العميد قد توصى بهذه الورقة ولن يكون هناك أي إشكالية في تخرجي .

في اليوم التالي تعمدتُ المجيء للجامعة متأخراً كي تكون الإدارة أخذت وقتها الكافي لتعديل الدرجة حتى يتسنى لي التسجيل في حفل التخرج أو حتى الانتهاء من الساعات الجامعية ؛ لكنَّ هذا لم يحدث, فالعميد مشغول في مكتبه مجتمعاً بأعضاء اللجنة التحضيرية لحفل التخرج, ومدير مكتبه جالسٌ يجيبُ سؤالي أن الورقة في انتظار توقيع العميد, كما أنه قد طلب مني الانتظار خارج المكتب, الأمر الذي رفضته وما قبلت الخروج حتى جاء العميد بطلب من الآذن في مكتبه وبعد خذ وهات بلغة خشنة قال لي انتظر بالباب, لمدة نصف ساعة تقريباً والوفود داخلة إلى المكتب ومنه أخرى تخرج ومع الأخير منها يخرج العميد إلى موقع الاحتفال .

يبدو أنه وقّع الأوراق وبذلك أجاب مديرُ مكتبه ولكن كيف للأوراق أن تصل دون مراسل الكليات ؟ إذن أين مراسل الكلية ؟ هل سيجيء الآن ؟ متى سيجيء ؟ ومدير مكتب العميد ينفي بدون أي شعور بالمسئولية قد يجيء وقد لا يجيء اليوم ! وبدأت عملية البحث عن المراسل شاكراً صديقي إبراهيم أبو جميزة على مجهوده في عمليات البحث المتواصلة, والحمد لله رآه ودلّني على مكانه حيث كان عشرات الطلبة ينتظرون خروج عميد كلية التربية من مكتبه لطرح مشكلاتهم والمراسل منتظرٌ كذلك , لم يجب طلبي بالحضور الفوري إلى عمادتنا وأخذ يتنقل بين المكاتب ليشرب كاسة شاي هنا وسيجارة هناك ؛ كذلك بيّنت الأمر للدكتور " فلان " وقلت له إن الأمر سيطول على هذا الحال, فيقول لي " اذهب إلى آذن الكلية وخذ له علبة سجائر فتجد عنده الحل ", لم أصدق ما سمعت أبداً وطلبتُ منه على الهاتف توضيحاً " أتقول علبة سجائر للآذن ؟ " نعم علبة سجائر للآذن فيها حلٌّ المشكلة ..

لم يكن من بدٍ إلا الذهاب للآذن وبكل بساطة وأمام الحاضرين عنده قلت له ما نوع السجائر التي تدخنها ؟ فالدكتور " فلان " أوصاني بها إليك لتوصل ورقتي للدوائر المختصة في الجامعة ! بدا عليه الاحراج وعلّق أحدُ الحاضرين " إنها كلمة السر بينكما يا حسني ", ولم يبدِ الآذن أي ممانعة وقال لي انتظر هنا حتى يأتي مجلس الأمناء في اجتماع مع العميد نقدم القهوة لهم ومن ثم ننظر في أمرك .! وقلتُ في نفسي" إن الإنسان هو الإنسان " بعد سلوك الرفعة والأهمية الذي بدا به الآذن .!

وقد تخطت كلماتي الصفحة الثالثة ووجب عليَّ الاختصار ,  جاء الآذن ليأخذ ورقتي الخاصة إلا أن المراسل في نفس اللحظة كان يوقع على استلامها وبين طلب من هذا ورفض من ذاك, قررت المسئولية نفسها وسار الاثنان بطريق قانوني خوفاً من العقوبات, ومضيتُ مع المراسل مكتباً مكتباً وصوتي يرتفع بالنقد المصحوب بالتهكم أحيان كثيرة من الجامعة وإدارييها والأكاديميين فيها إلى أن انتهى الأمر بعد مشقة لا توصف وسفر لا قياس له أن تستبدل الدرجة حتى يتسنى لي إكمال إجراءات التخرج والحمد لله كان ذلك يسيراً ..

أتذكر موقفاً في مادة الإعلان وأتساءل كيف للدكتور أن يعطي نفس الدرجة 8/10 لاسطوانة قدمتُ فيها إعلاناً مكتوباً وآخر مصمماً ببرامج خاصة, ويعطي نفس الدرجة لصديق لي قدم له أمام أعيننا اسطوانة فارغة ! ويحرم صديقاً ثالثاً في نفس اللحظة من أي درجة كانت لأنه لم يقدم أي اسطوانة ! قل ساء ما كنتم به تحكمون !

في الخاتمة أقول إن حفل التخرج الرائع الذي قدمته جامعتي كان لائقاً بها لأنها لا تستحق إلا هذه المكانة رغم الانفلات الإداري الذي عانيناه في السنوات الدراسية الأربعة والترهل الأكاديمي الذي يشتكي منه قسمنا خاصة في الجامعة, وأضيف إن حفل التخرج هذا أدخل في قلبي سروراً وأملاً بأن الجامعة في طريق صحيح يرسمها أ.د. عبد الخالق الفرا وآمل من الله أن يوفقه لما فيه خيرها وصلاحها, وأسأل ماذا لو أخطأ الدكتور في الورقة وكتب راسباً بدلاً من غائب ؟! وحمداً لله أضحك من نفسي الآن وأقول لقد استطاعت الجامعة أن تشتريني ببدلة التخرج وحفلها الرائع هذا !

الاثنين، 19 مارس 2012

بكتيريا طفشانة


بكتيريا طفشــانة...


افتحوا الطريق .. إسعاف .. افتحوا الطريق .. إسعاف .. يا عمي افتحوا الطريق للممرضين , يا عمي ابعدوا عن البوابة .. بسرعة يلا بسرعة .. عمليات عمليات دخلوه غرفة العمليات  ..

يا الله شو اللي جابني هون ! ما أنا مكيفة عندكم في البيت ! يعني كان لازم تمرض حضرتك !!


أمرها كل أمرها خير , لا يعنيها أكانت على جسم بشر, أم على كومة نفايات على قارعة الطريق, أم في مستشفى الشفاء مثلاً .! تؤمن بالقدر, ولديها من القناعة ما يكفيها؛ لكي لا تفكر في تغيير نمط حياتها المتطفل , هذي وظيفتها , خلقت لأجلها , راضية بها , تتمها على أكملِ وجه ؛ لكنها اضطرت الآن لتغيير مكان حياتها بعد أن خلع المعيلُ ثيابه عن نفسه , آن لها أن تبحث عن معيل آخر , هي الآن في مستشفى الشفاء , حملها على ذلك مرضُ صديقها الطيب سلمان , تتطاير مع نسمات الهواء , تغادر قسمَ الاستقبال , وتسوقها الرياح في جولة سريعة, تشاهد فيها جدرانَ تصطف عليها بعضُ ألواح البلاطِ غير المتناسقِ شكلاً والمتآكل بعضه والمستاقط أحيانَ كثيرة ! وألوان دهانٍ مرت عليها عشرون عاماً, وكأنه لم يتبدل لمرة واحدة ! مصفرٌ يوحي بكآبة المكان , يبدو أنها ستعشق مكانها الجديدَ هذا !.

تحمد الله على خروجها من غرزة الاستقبال , وتسأل الريح إلى أين تأخذيني ؟! هناك ..! لا أرجوكِ ألا تَشْتَمِّين الرائحة ! رائحة أمعاءٍ فارغة ! تباً لهذي الزيارة , إنه قسم الباطنة ! ألم يصل لهم اختراع المعطر بعد ؟! في أيِّ عصرٍ يعيشون ؟ أوه ! آسفة لم يخطر في بالي أنهم في انتظار تبرعات ! شكراًً أيها الإعلان , لو كنتَ حياً ما احتملت الوقوف هنا ! كان الله في عونك . ما هذا البناءُ الضخم ؟! يا لشكله الرائع , إنه مطلي تماماً بأجود أنواع الدهان , تبرع من دولة كذا ! جعله الله في ميزان حسناتهم , يبدو أنه مبنى الإدارة !  لا لا إنه مبنى الأورام السرطانية .. إلهي إني أعوذ بك من شرها وسوء أمرها , ولكن لماذا يختلف في بنائه عن الأقسام الأخرى ! كيف هو من الداخل ؟ أوه ماذا تسوقون أمامكم ! هل مات ؟! لماذا لا تجيبون ؟ يبدو أنه ميت , لا تخبروا أهله رجاءً , حاولوا أن تتلطفوا في إبلاغهم الأمر, هل أعلمكم ؟ لا كما تشاءون ! 

لا أفهم لماذا يعامل الموتى بأفضلية من الأحياء ؟! حتى في حسن سيرتهم ! ما أن يموت المرء حتى يصبح ملاكاً وقبيل لحظات " لا بارك الله فيه ! ". ابتعد عني يا هذا , إلى أين تسوقني بحذائك الضخم ؟ إلى غرفة العمليات ! يا له من أمر مدهش , سأشاهد أجهزة طبية وتقنيات عالمية , لماذا تخلع حذاءك ؟ فهمت " ممنوع الدخول لغير العاملين " ! , إذن سأبقى هنا في انتظارك , من أنتم ؟! كيف تدخلون الغرفة ؟! ألا ترون الإعلان " ممنوع الدخول " .. يا لجرأتكم ! تتحدون الطبيب وهو يقول لكم ارجعوا ! المكان معقم ! هههـ إلا من الجراثيم !.

إنه سلمان .. صديقي سلمان ! أنتَ هنا ؟ يا لحسن الحظ ! سأشاهد عمليتك بعيني ! أيها الطبيب إني آمرك أن تهتم بأمره ! إياك أن تنسى المشرط أو شيئاً من القطن في جوف بطنه ! مهلاً عليه ! أعطهِ المخدر ببطءٍ كي لا يتألم ! نعم أحسنت , لماذا ترتجف يدا هذي الممرضة ! إنها متدربة ! ويحك على جسم صديقي تتدرب ؟! أوقفها , أخرجها من هنا ! لا بأس إن كانت بعيدة عن صديقي , اجعلها تشاهد فحسب ! إياك أن تشارك في العملية ! اترك الهاتف الآن وأكمل عملك , إلى أين تخرج وصدر صديقي مفتوح ! توقف .. توقف ! أنتِ ابتعدي عنه , لا تلمسي الإبرة , ابتعدي عنه .. هيا ابتعدي .. ويحك ماذا تصنعين ! ارتفعت نبضات قلبه ! وزاد تدفق الدم من جسمه ! طوارئ أين الطوارئ ؟!..

خذوني معه إلى الثلاجة , أرحم من غرفتكم هذه .. لا تسرع بنا ! لسنا قمامة أيها السائق , مهلا لماذا السرعة ! سأسقط على الأرض لا تسرع ! لا رحمة في مشيكم حتى !. إنه قسم الولادة يجاور ثلاجة الموتى مولدة الضجيج في أنحاء المستشفى والحي المجاور ! فكرة من هذه ؟! عفوية جاءت !  مقارنة جميلة بين صف السواد ذا وذاك المكان المضيء ! بين الصمت القاتم هنا , والصراخ الزاهي هناك .. هم يضحكون والمولود يبكي .. يبكون هنا والميت في سكون ! ألا يعلمون أنه كان ميتاً يوم ولد ! أظنوه خالداً ففرحوا ويوم مات عمهم الحزن والغم !.  يا قطة تعالي أترين تلك الكومة ! إليها خذيني ..  

الخميس، 2 فبراير 2012

وماذا بعد ؟



وماذا بعد ؟

مضينا في طريقنا سوياً نتهكم من زمن أعياه التأمل والتفكير وذابت فيه كل أشكال الحركة , وبدأ كلٌ منا يفضفض للآخر عما في جوفه , تارة أحلامنا باتت قريبة؛ لكن الإرادة فينا ميتة , لا تذكرني بهذا . لعلَّ الفشل يفارقنا لليلتنا هذه فقط , لكن أي تعاسة هذه التي ستفارقنا ؟ هل يهون الرفيق على الرفيق ؟ نحن رفقاء هذا الفشل وأبناء تعاستنا ! لماذا تقول هذا ؟ هل جربت يوماً أن تكون نفسك ؟! هل فكرت في تغيير نمط حياتك ؟ عن نفسي أستطيع أن أجيبك أني كنت قد قررت سابقاً تغيير نفسي , وهل أستطيع ؟ والجواب لما لا ! من ذا يستطيع أن يغير الأقدار ويعير نفسه ثياباً غير التي عليه ؟ لا تقل لي الدعاء ولا تقل لي من الصبر دواء ثم إياك أن تدعوني لألبس ثيابك أو أكون مثلك , ومن قال لك هذا ؟ هكذا قالوا , ومن الذي قال ؟ لا أدري سمعتُ أحدهم يقول إلبس على ذوق الناس !, وهل تجعل من قول أحدهم قيداً على نفسك ؟ يبدو أنك لا تريد أن تفهمني , ومن قال أني لم أفهمك ؟ الحقيقة أني أظن أن علي أن أكون مثلَ الناس في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم وقولهم وذوقهم وفي كل شيء ! هل من قرابة تجمعني بهم ؟ هل من قيد يربطني معهم ؟ أعتقد أنك حر وتستطيع أن تختار بنفسك !, صدقاً أريدُ أن أكون نفسي ولكن نفسي لا تساعدني على ذلك , اسمع قصتي إذن ..

يبدو أن المقدمة كانت هندية بعض الشيء , تعبر عن حالة من التيه أو الضلال بين جنبات النفس, يشتد أوارها كلما تقدم السن بها, هي الآن سعيدة وعلى حافة شبابها تستذكر أطيافاً من ذاكرتها, تذكر كيف كانت في الصبا , أي شقاء كان في جوها العام وأي خجل ساد في أكنافها , أي شغب صنعته جوارحها , وأي احمرار طغى على خدها من موقف هنا أو هناك , كم من دمعة سالت في غرفة مغلقة أو على سجادة الصلاة ! كم من موقف عجزت أمامه ؛ لتنسحب بكل هدوء والحق معها ! تفكر فيما إذا كان من حقها أن تكون أو لا تكون , دائماً ما سلمت أمرها للزمن , لأنها لا تملك فكرة , لم يشر عليها أحد , لم يشرح أمراً لها أحد , كيف لا تكون خائفة من أي جديد ؟ وهي وحدها في طريقه, هي أيضاً لديها من الأفكار ما يمنعها من طلب المعونة أو السؤال أحيانا, لعل الوراثة أكسبتها هذه الملكة !

لا زالت تستذكر وتستذكر وتتساءل فيما إذا كانت هي هي؟  أم الأقدار والطبيعة ؟ أكان بإمكانها ؟ أم كل شيء كان مرسوماً في لوحها المحفوظ ؟ إلى وقت قريب كانت لا تعلم ولا تعرف رغم أنها حاولت مراراً دون جواب يُذكر , دون حقيقة تظهر , أن تكون أو لا تكون !

كم من مرة وجدت نفسها في موقف يحتاج إلى قرار , يبحث عن نصيحة , وبحاجة إلى توجيه دون نتيجة ! وكم من مرة دارت ثم دارت ولفت والتفت نحو هنا وهناك ومن وإلى وعن , وليس منها إلا تقلب الحروف ميماً مكان عين وصاداً محل سين , وهاتِ من يحل الأحاجي والألغاز, ولم تكن من النوع الذكي الخارق ولا تملك من الفطنة نوعاً ذهبياً , بسيطة في كلِّ شيء , في مظهرها وفي مأكلها وفي كلامها وقولها وفي عقلها وصحتها , ولعلها أخرت العقل والصحة لأنهما أصعب الأشياء وصولاً وإدراكاً , من يملك من صحته قطراً أو لمحة أفكار ؟ كانت تدرك كلَّ هذا رغم ذلك كانت عاجزة أن تكون نفسها !

لكن السؤال يلحُ عليها في كل وقت , وماذا بعد ؟ وأي بعد هذا الذي سيجيء , كيف لونه ؟ ومن سيكون ؟ وتتوقف عن أسألتها المعتادة , هذه الأسئلة التي ضجت بها العقول وسأمها تلاميذ المدارس , كل صفحات الكتاب تقول عنها . لا استفهام ولا تمني , هي الآن لن تنتظر هذا البعد أن يجيء, لن تسأل عنه ولن تتساءل , أدركت ماهيته واستعدت أن تكون , فكرت ثم فكرت أن تكون , لن تنتظر بَعداً مأساوياً يكون أو لا يكون ؛ لكنها حتماً ستكون راضية بما تختار وبما تصنع على أي شاكلة كان , أولا يكفي أنها صاحبة أمره ؟ وسيدة قراره ؟

31-1-2012

اهدئي يا امرأة

اهدئي يا امرأة ..

لعلِّي وما غابت عن ذكري " لعلَّ "
تسايرني أينما الفكر حلَّ ,

يحتاج القول منا إلى دمعتين أحياناً, إحداهما تمضي مع الذكرى , والأخرى تماشي وقتنا الحاضر , تطفئ حرقته اللهيبة وتضفي على قوله طيفاً من الصدق , لعلَّ _ كعادتها _ الصدقَ يكون لديه متسعٌ لأفكارنا, لعله لا مكان له هنا , لعلي في مقالتي هذه _ أصدق للمرة الأخيرة _ ولماذا أصدق ؟ هل في المسألة حساب ! وهل أنا أقول لغيري ؟! لعلَّي أحسن فنَّ السؤال أكثر من التعليق ؟! وأكثر من التقرير غير أني _ لعلِّي مرة أخرى _ أحاول أن أظهر شيئاً ! سأتجنب السؤال هنا  ! سأعثر أكيداً على مخرج منه , لعلِّي كنتُ كثير الأسئلة !.. في النهاية ما سأقوله ليس إلا احتفالية ذاتية أخص بها نفسي ومن رغب _ ليس مدعواً  _ بالمشاركة فيها أو قراءتها , لا تثريب عليه في عامي الثاني والعشرين !

نبدأ بالدعوة , هذه أسأت فهمهاً طوال سنوات, لم أعيها في الحقيقة ولا أعرف عنها الكثير إلا أني رأيتُ من رأيتُ مدعواً كان أو لم يكن , في شتى مناسبات الدعوة ما إذا كانت حزينة أو سعيدة , لا تعدو كونها مجاملة !

 جارتي _ ولن أقول أمي _ مثلاً عادت ذات مرة وفي الأمر عادة من بيت للعزاء ترثي للميتة وتدعو لها بالرحمة وتشفق على أهلها وذويها من بعدها, كانت قريبة منها عزيزة عليها _ رحمها الله _ أنهت طقوسها الحزينة ثم أعدت ثيابها ! وزينت نفسها واصطحبت من الرفيقات مجموعة وذهبوا إلى حفل زفاف ..! سألتها فقالت لي: هكذا الدنيا !

كأني ما أردتُ الحديث عن هذا ! لعلَّ الصدق دفعني إليه ؟ قلتُ أني سأحاول ألا أسال وفي نفس الوقت أتمنى من ضيوف النص ألا يسألوني أنا , وإذا شاءوا فليسألوا أنفسهم !

ما يهم أني لم أفهم ماذا تقصد بأن الدنيا هكذا , ولم أدرك أن الحياة فعلاً كذلك وأن الأمر ليس غريباً عند أحدٍ سواي ! , أنا الذي ما صافحتُ امرأة قط ! إلا خالتي وقبل ما لا يزيد عن عام ؟ أي مضت عشرون عاماً تقريباً وأنا لا زلت أرى من العيب أن تسلم على خالتك في الطريق وحتى في المنزل ! رغم أني حديث الخلطة بأخوالي أيضاً _ أمي تقول أني ما زرتهم في طفولتي قط إلا وعدتُ إما مريضاً أو جلست عندهم في صراخ مستمر ! _ وأبعدُ من ذلك ما أذكره بدقة يوم أن كانت عقوبة الطالب في مدرسة الوكالة المختلطة ! أن يجلس الطالب المشاغب بجوار طالبة ! _ كانت تعادل عشرات الفلكات وذات دواء ناجع _ ليس هذا فحسب , لطالما تحسست في صغري من الجلوس بجوار فتاة في السيارة ! وأذكر مرة وأخي في طريقنا للمنزل ولم يزد عمري عن الخامسة, أوقف أخي سيارة ودعاني لأجلس بينه وبين امرأة, لا أذكر منها إلا _ امرأة _ لا وجهاً رأيت ولا اسماً عرفت ! وقامت الأرضُ ولم تقعد ! وانتهينا إلى سيارة أخرى ! لعلَّني كنتُ أشعر بهذا القيد طفلاً ! ربما حاولتُ أن أستدركه صغيراً وأتجنبه ولو لمرحلة قصيرة !

 هذا القيد الذي ما ينفك يشغلني بين فينة وأخرى , ولولا عقدتي القديمة ! ما انفككت عن مجالس النساء ولا عن التفكير فيهن ! إلى يومي هذا _ رغم محاولات للتغيير _ أكره فكرتهن وذكرهن أمامي , أحاول غض الطرف عنهن , أحاول مواجهة الأمر بحزم وقوة ! أشغل نفسي إذا ما تحدث عنهن الأصدقاء , وأشركهم في مواضيع أخرى ! وكنت تعاهدت وصديق لي ألا أتزوج مطلقاً في الابتدائية !_ وقتها كنتُ قادراً على ذلك _  لعلَّّني ورثتُ من آدم عقدة حواء ! وأحتمل ذنبها في يمين كتابي ! من أنا لأحمل ذنب واحدٍ وواحدة !

الآن فهمتُ قولَ نيتشه " أواه كيف لا أحن إلى الأبدية وأنا أتوق شوقاً إلى خاتم الزواج ", لكني في ذات الوقت أخجل من دمع أمي وكأني ابنُ ربيعة حين يعزف عن الزواج ! كان يدرك في زواجه نوعاً من الأنانية ! ولعلي أدرك  دموع الأم في فرحتها ! هي الأخرى تتذكر يومها هذا , ويوم أنجبتني ويوم أنا هنا بين يدي امرأة أخرى , هنا تبدأ الدموع تنهمر لما تتذكر أماً كانت لها , في التراب هي الآن ! هنا تبكي وتضحك من سخرية القدر , هنا تنظر وتتمنى قول المعري فوق قبره " هذا ما جنيتُ على نفسي وما جنيت على أحدٍ بعدي " !

آهٍ .. كم من الأفكار دارت بذهني طيلة أعوام لم أشأها ! ولم يكن لي في ذاتها رغبة , كل ما في الأمر أن شيئاً أُريدَ فكان ! نطفة تتحرك ووحي في المكان . لدي رغبة جامحة وأنا أكتب أن أسأل ! لكني طيلة عشرين عاماً وأنا أسأل والكتاب يجيب , وأنا أسال وصديقي يجيب وأنا أسأل وأخي يجيب وأنا أسأل وأمي تجيب وأنا أسأل وأسأل وأسال .. لعلها عقدة السؤال عندي !

أصدقائي _ وإن لم يكن سواي هنا _ هذي حروفي أخطها لنفسي ولنفسي أطيل , من شاء منكم أن يبقى ومن شاء منكم فليغادر ..! لا تثريب عليكم اليوم , أنتم الطلقاء وأمهاتكم أحرار ..

تدوينتي هذه أو قل مقالتي , ما شئتَ سميها , ما عدتُ أفرق بين عاريةٍ ذات مبادئ ولا منقبة خضراء الدمن ! لا أهتم لمسمى هنا ولا للون هناك , كل شيء عندي متساوٍ , الحزب الأخضر أخوه الأحمر وكلاهما أبناء عم , شيءٌُ واحد وبصدق أعتز بانتمائي له وهو العادية , لا فرق بين قهوة وشاي , ولا حلو ولا مالح , ولا بين لقيط وشريف ! ولا بين أي شيء , أفخر بعلياء وأنشد للقاعدة فكلاهما ثائر , لعلها عقدة التناقض !

والليلُ يمضي والنهار على موعد يتقلبان وقلبي ذات اليمين وذات الشمال , حتى هذه العادية التي انتميت إليها سنين عمري , باتت مهددة الآن بالتقلب أو الذوبان , هذه العادية التي ما مميزت بين الطعام والطعام , والتي رأت في الخيرين خير وفي الأشرار خير , ما عادت تلزمني الآن ! أي عادية حمقاء كنتُ أعيشها ؟ _ لن أسأل مرة أخرى _ هذا ابن حلال وذاك ابن حرام , هذا مؤمن وذاك كافر _ آن لي أن أكون نفسي !


22.1.2012

السبت، 28 يناير 2012

كوجيكو بدون عنوان


كوجيكو بدون عنوان ,,
هل تعلمون ماذا يكون الكوجيكي ؟
لماذا هو بدون عنوان ؟
هل سبق وأن سمعت عن ديانة الشنتو ؟
دون عنوان يشبه حياتنا نسير دون هدي تتلاعب بنا النجوم والأقدار دون وعي في ظلمة لا نكترث بها كثيراً إذ أنّ الهوى ساقها إلينا ومنع عنا ومضات ضوء تنير لنا الطريق , دون عنوان لأنّ هذه التدوينة لا تتميز بالوحدة الموضوعية وإنما مجموعة من الموضوعات أولها :
التعليم في فلسطين وجامعتي على وجهٍ أخص /
هل نبدأ من الأمسِ ؟ بالطبع لا ... لا أريد أن أطيلَ كثيراً
             " يوم الخميس "
الأستاذ : يوم الأحد المقبل امتحان لا تنسوا ذلك
مجموعة طلاب : لا يا أستاذ , لا نريد امتحاناً نصفيا فلنحتسبه للامتحان النهائي
طالب من بعيد : يا أستاذ يوم الأحد تعليق للدراسة بسبب إضراب نقابة العاملين
الأستاذ : إذا كان ذلك فليؤجل للخميس الأسبوع المقبل غير ذلك لليوم الذي يليه
            " يوم الثلاثاء "
طالب : غداً تعليق بسبب المهرجان الذي تنوي الكتلة الإسلامية إقامته والخميس رأس السنة الهجرية ..
مجموعة من الطلاب : جاء الفرج والله زمان ,,
في نفسي : لسه امبارح كنا في تعليق يعني الامتحان ليوم الأحد والله زمان ,, ,,
 ليست مادة الأستاذ هذه الوحيدة في طابور التأجيل بل معظمها على هذا الحال تشبه جدول الكهرباء ..
          " الأحد في قاعة الامتحان "
خمسون طالباً ؟! أظنه أكثر من ذلك أو أقل بقليل , الرقم كبير ويدعو للعجب إذ أن أقصى عدد من الطلاب الذين كانوا يتواجدون في المحاضرة لا يزيد عن العشرين البتة ,, اللهم زد وبارك ..
القاعة تمتلئ بالحضور ولا مقاعد كافية , الأستاذ يقرر فصلهم لقسمين والطلاب يعترضون يرضخ الأستاذ لإرادة الشعب , استيراد مجموعة مقاعد من القاعات المجاورة , نداءات للسكوت وتوفير الهدوء , يبدأ الامتحان والأجواء مشحونة بمظاهر الشغب , فلان يتصعب من المسألة الأولى ينظر لجاره كانت الورقة مختلفة عنه يفتح الكتاب باحثاً عن نموذج مشابه أو إجابة لذات السؤال , تعب من البحث تفاجأ الإجابة هي اسمه , فرح كثيرا انتقل للفراغ الثاني عرفه تماما رقم القاعة وصدم حين  قرأ _ السؤال الأول _ ربما في ظنه أجاب نصف الامتحان _
 آخر حاله أعظم يسرا قد أجاب بعض أسئلة وأخذ يذيع الإجابات لمن حوله وكاد أن ينسى نفسه لولا أن سأله جاره عن إجابة السؤال التالي .
ولا يزال الأستاذ يستجدي الهدوء من الطلبة ولكن هذه المرة يستعمل لغة التهديد _ من لا يسكت سأطرده إلى الخارج وأسحب الورقة _ بالطبع لا حياة لمن تنادي ..
المسلسل يطول ولكني أكتفي بهذا السرد لأن الصورة قد وصلت , نعم هي صورة التعليم في جامعتي التي لا تختلف كثيرا عن باقي جامعات الوطن العربي _ هل أسافر إلى ... إلى أين ؟!_
لا داعي للتفكير بوضع حلول لهذه الكوارث فمن هنا تأتي الهزيمة ههههه ولننتقل إلى موضوع " الكوجيكي " بعد أن أوضحنا ماهية اللاعنوان أظنها وصلت تماماً للأذهان .
ال.كوجيكي " وقائع الأشياء القديمة "  هو الكتاب المقدس للشعب الياباني كان قد ترجمه إلى العربية المترجم السوري محمد عضيمة ,, وهو بمثابة القرآن عند المسلمين من ناحية القداسة , إذن الكوجيكي هو الكتاب المقدس للديانة الشنتوية التي يدين بها معظم الشعب الياباني سواء مَسَّتْهم الشيوعية أم فارقتهم دون فرق يؤمنون بها وتمثل نهج حياتهم  ,
أما محتوى الكتاب مجموعة أساطير وملاحم تشكل العمق الروحي ومنظومة الأخلاق لليابانيين.
_ قصته الرئيسية : يتزوج إيزناكي "الإله الذكر " من إيزانامي " الإلهة الأنثى " وينجبان جزر الأرخبيل الياباني ثم تموت إيزانامي بسبب احتراق عضوها التناسلي بعد ولادتها لإله النار والضياء وترحل إلى بلاد الظلمات أو مقر النفوس . يشتاق إيزناكي لرؤية زوجته ويقرر الذهاب لرؤيتها وإقناعها بالعودة إلى الحياة لإكمال عملية الإنجاب فتشترط عليه الآلهة أن يراها كما هي في الجحيم. وحين يرى منظرها المريع يصاب بالذعر والرعب ويهرب منها فتطارده هي ونساء الجحيم ثم يفصل بين عالم الموت وعالم الحياة بصخرة كبيرة . يأخذ إيزاناكي بالتطهر فتولد من عينه اليسرى الإلهة "أماتيراس" أي الشمس .ويطهر عينه اليمنى فيولد منها "تسكي يومي" القمر ، ومن أنفه يولد الإله العنيف القوي سسانو وهو رمز الأرض بجميع مشكلاتها . يوزع الأب أولاده ليحكموا العالم ويكون على سسانو أن يحكم عالم البحار ولكنه يشرع بالبكاء لأنه يريد الذهاب الى أمه في العالم الآخر فيغضب منه أبوه ويقرر نفيه فيذهب الى أخته أماتيراس فتزلزل الجبال والبحار وترتعد أخته خوفا من قدومه ولكنه يطمئنها الى أنه لا يطمع بملكها. ولكي تطمئن منه تماما تطلب منه سيفه وحين تأخذ السيف تكسره وتمضغه فيولد لها من السيف خمسة أبناء ثم يشرع سسانو بالعبث والتدمير وتخريب مملكة أخته وتختبئ هي في المغارة السماوية الصخرية وتغضب الآلهة على سسانو ويسود الظلام العالم بعد اختباء أماتيراس " الشمس " التي تسمع قهقهة وضحكات الآلهة فتسأل عن السبب وتقول لها الإلهة الراقصة "أزميه" أنهم عثروا على إلهة أجمل منها ، فتشق أماتيراس باب المغارة قليلا لترى، ولكن الإله المرآة يقف في وجهها وبمساعدة الإلهة الحبل وإله ثالث يتمكنون من إخراجها ويعود الضوء الى العالم ثم يقرر مجمع الآلهة معاقبة سسانو العابث فيقررون قص لحيته وقلع أظافره !_ موقع الصومعة الإسلامي _
هذه القصة الرئيسية لكتاب الكوجيكي , والطريف الذي قرأت عن هذه الديانة أنهم الشعب الوحيد ربما الذي يفضل الأنثى على الذكر ما يجعل حالة تشنج بين الأب وأبنائه الذكور ..
هذا جزء مما قرأت عن هذه الديانة أرغب بالتفصيل عنها ولكن لا يوجد متسع للإكمال لمن أراد أن يكمل بإمكانه كتابة الكوجيكو أو أن يزور موقع الصومعة الإسلامي للتعرف على هذه الديانة وغيرها من الأديان إلى جانب موسوعة علمية تزخر بالكثير من المعلومات القيّمة !
هنا بعض مقتطفات منها ./
الصلاة: ويقوم فيها الزائر بتقديم أمانيه ومطابه، وهذا مثال حي على هذه الأدعية:
«
أولاً وقبل كلّ شيء،
هناك في حقلك المقدَّس أيُّها الاله المهيمن
ليت حبة الأرزّ الأخيرة التي سيحصدونها،
ليت الحبة الأخيرة من الأرزّ التي ستحصد،
بحبات العرق المتساقط من سواعدهم،
وتشدّ مع الوحل العالقين بالفخذين،
ليت هذه الحبة تزدهر بفضلك،
وتنفتح سنابل الأرزّ التي تتوق إليها الأيدي الكثيرة،
فتكون أولى الثمرات في الشراب وأعواد النبات».
لا يؤمن الشنتو باله واحد ولا يعتقدون المطلق في شيء وإنما يصلون ويقدمون القرابين للكامي وهو بعض مظاهر تتجلى فيها القوى الإلهية قد تكون شجراً أو صخراً وهذا ما جعل اليابانيين يربطون كل ظاهرة بإله معين _ يشبهون في ذلك الهندوس _ الأمر الذي جعل الكامي عدداً غير محصور ولكل شخصٍ كاميه خاص به إذا شاء  _ كاميه عطر فرنسي ربما تم اشتقاق الاسم من هنا _ لا يؤمن الشنتويون بالدار الآخرة كأتباع الديانات السماوية وإنما تنطلق الروح لتتحد مع قوى الطبيعة _ مش واضحة ؟! _ لذلك يفوضون أمور الموت للعقيدة البوذية التي دخلت اليابان بعد الشنتو .. بعد عودة التيار الكهربائي من انقطاع دام النصف ساعة ..
والله يا جماعة طوَّلِتْ ,, بكفي ,, الحمد لله الذي منَّ علينا بنعمة الإسلام وجعلنا من الموحدين  ونسأل الله أن يصلح حال مجتمعاتنا وينير سبل التعليم فيها .,  

هواجس قرب بعيد


في كثير من الأوقات يجول في خاطري هاجس الكتابة !!  لماذا لا أكتب ؟ ولكن ماذا سأكتب ؟ أظن غزة فيها الكثير ليكتب ومشاهدات جديرة بالاحتفاظ بنصها ذكرى وإن كانت أداة الكتابة لدي متواضعة ومن الطراز البسيط فأمورٌ تستحق الكتابة في حياتنا ربما تكون دافعا لي في الوقت القريب لأكتب جزيئات يومية ومقطوعات شخصية حول أحداث معينة ومحدودة بما لا يمس الآخرين بشيء من سوء أو حرج ..
في الجامعة !
ليس كعادتي ولكن دائما ما استيقظ متأخرا في حال التردد بين الذهاب للجامعة أم لا, في يوم ليس فيه محاضرات غنية بالمعرفة والأهمية لا أهتم كثيرا بالذهاب لأن ليس في جامعتي ما يشد الإنسان لإعداد زيارة سياحية أو الاستعداد لتجربة علمية أو عملية تصوير خجولة كل شيء فيها يبدو محرما أو محرومون نحن منه فهي متواضعة بما لا يوصف , لكن لوعدٍ قطعته مع زميلٍ لي أن نعمل عدة أبحاث وتقارير لمدرسة التراث الشعبي_ المادة تتحدث عن عادات وتقاليد الأقوام والشعوب عبر العصور وخاصة فلسطين _ هي مادة جميلة بذاتها ومضمونها ومشوقة لما فيها من أساطير وملاحم وعادات وتقاليد الشعوب القديمة والمعاصرة _ وصلت الجامعة متأخرا بمحاضرتين وكان من نصيبي أن أحضر الثالثة _ بدأت فيها تلخيص ما كان من المحاضرة الأولى والأستاذ كان يتكلم عن النهاية _ بداية الآخرة _ وعن الموت وأسئلة الملكين في القبر وما حول ذلك وأنا منشغل في كتابة ما فاتني في المحاضرة الأولى ولكن ما شدَّ انتباهي هو الهدوء الذي لامس هذه المحاضرة عن غيرها من المحاضرات , لم يكن غيرها بهذا الهدوء والخشوع ربما لأن الناس دوماً تخاف وتلتمس من أحاديث ما بعد الحياة الأولى !.
في المكتبة _ مكتبة جواهر لال نهرو _
نبدأ بالتعريف بهذه المكتبة وسبب التسمية فهو المكان الوحيد الجدير بالزيارة والحديث عنه في جامعتنا ,, جواهر لال نهرو هو أحد أبرز الزعماء الذين قادوا الهند للاستقلال وكان أول رئيس وزراء هندي شغل المنصب حتى وفاته وهو أحد مؤسسي دول عدم الانحياز بجانب جمال عبد الناصر وتيتو الذين جمعتهم الاشتراكية , درس القانون وانتقل إلى بريطانيا التي كانت تحتل الهند في ذلك الوقت وطاف في الكثير من الدول الأوروبية ما أثر على ثقافته وغيرها من الشرق إلى الغرب حتى عودته إلى الهند والتحاقه بركب المهاتما غاندي الذي أعاد إليه وطنيته الهندية وصلاته الهندوسية ..
دخلنا المكتبة وجلسنا في قسم الدراسات الفلسطينية نبحث عن كتب الأساطير والملاحم الشعبية القديمة دون جدوى ما دفعنا لان نستفسر من مشرف القسم على هذه الكتب وببضع أحرف كتبها على الكمبيوتر أرشدنا إلى الطابق الثالث لنحمل أجسادنا وننتقل هناك ونبحث عن الكتب ونجدها بكل سهولة ويسر, الموسوعة العالمية في الملاحم والأساطير- ومعاجم الأساطير ومش عارف ايش _  انسيت اسم الكتاب لكن أكيد راح اتزكره في مطالعة قادمة _ الكتب غنية جداً وجميلة ولكن لا أظن أني قادر على الاستمرار في الكتابة الآن لأني قد أطلت كثيراً دون أن أصل لمرادي من هذه التدوينة ..
خارج الجامعة !
كنا في جلستنا داخل المكتبة قد أبحرنا من فلسطين إلى الهند ثم سافرنا براً إلى الفراعنة وحضارتهم ثم استقرت راحلتنا في صحراء الفضاء الواسع وأساطير أوديسيوس وأفروديت  .. كانت رحلة شيقة مليئة بالمعرفة والدهشة من المعلومات التي تبادلناها حول آلهة البر والسماء والماء والنماء والعلاقة بين الأديان السماوية والوضعية وبعض العقائد والمبادئ التي تشدنا إلى مزيد من المطالعة وتنمي شغفنا لمعرفة المزيد !! بعد انتقالنا من الرحب المقدس _ المكتبة _ إلى خارج الجامعة " الجامعة لا يُعرف خارجها من داخلها لأنها صغيرة الحجم والشارع جزء منها أو العكس " لكن لها منا كل الاحترام " كانت كعادتها _ غزة _ الغرابة فيها من شتى النواحي إخواننا في الكتلة الإسلامية يرفعون الرايات الخضر ويعلقونها على بوابة الجامعة بصورة استفزازية لغير حمساوي فهم في وضعهم يحوِّلون هذا الصرح البسيط إلى ثكنة لحشد الجماهير وتحقيق الانتصارات ولكن على حساب من ؟! كثيرا ما أسأل نفسي لماذا هذه الرايات وتكاليف المواد الدعائية ؟ الشعب يعاني من الجوع هو أحق بها أليس كذلك ؟ الشاكلة التي يتم وضع الرايات فيها لحساب من ؟ من أمرهم بوضعها ولماذا ؟ ببساطة أجاب من لا لون له _ لون = حزب أو جماعة _ إنها للإغاظة وتفريغ القلب من الأحقاد !! غريب أمر الجماعات الإسلامية !! لا يدخل مسلمٌ الجنة وفي قلبه مثقال ذرة من حقد ؟!  كيف يكون في قلوبهم كل هذه الأحقاد ؟ ويتنادون ويتغنون بالإسلام ؟  ليس بهذه الطريقة ندعو الناس للإسلام وليس بها نفرغ أحقادنا ؟ ما هكذا تورد الإبل !!!
نسأل الله السلامة والهداية لنا ولهم !!
الآن من البيت ...
هدوء تام يخيم على الغرفة وبرودة الطقس تجبر المواطنين على التزام مساكنهم في ظل مخاوف من أنفلونزا الخنازير ... لن أفصل الخبر   ... مللتُ الكتابة وهي لا تمل ولكن أكتفي بهذا القدر قد بلغ السيلُ الزبى !!
في حفظ الله ورعايته !!

رمضــان


  السلام عليكم ,,

زائرينا الكرام ,, نتمنى لكم شهراً كريماً مباركاً في طاعة الله ,
وأن ينتهي شهرُ رمضان وقد غفر الله لنا ولكم ما تقدم من ذنب وما تأخر ,,
لغزة طقوسُ استقبال مختلفة ,!
 حين يأتي رمضان على غزة ,
كلُ شئ يتغير ولا شئ يبقى على صورته المعتادة , بدءاً بملامح ذاك الوجه البائس إلى محال ومتاجر المدينة , من دمعة على خد طفل إلى ابتسامة تملأ الأجواء يدوي صداها في
باحات المساجد وحلقات تحفيظ القرآن و شرفات المنازل ومحال الفول والفلافل و عربات الخروب نهاراً , وليلاً بين أزقة الأحياء القديمة وعلى صوت الألعاب النارية التقليدية والمصنوعة بأيدي الأطفال , ويبقى حال المدينة طوال الشهر كمن جاء لخطبتها لاهية في أي الثياب تزدان كي يليق بقدسية رمضان .
هذا العام يبدو أن الثياب الجديدة قد حرمت منها غزة وتحول الفرح إلى بيت عزاء يأوي بين جدرانه العتيقة أيامى والأنين ويتامى بلا معين , الفقر والبطالة حالت دون ابتسامة معتادة والحرب والحصار أنهك ساكني الخيمة والدار ,
هذه الزاوية ستكون عينكم على غزة في رمضان وإلى العيد ,
-       ما هي العادات والتقاليد ؟
-       ما أشهى المأكولات الرمضانية وأشهرها في غزة ؟
-       كيف هي الحياة هناك ؟
-       العلاقات الاجتماعية بين الناس ؟
وغيرها الكثير من خلال " لغزة طقوس استقبال مختلفة ,! "
وكلُ عام وأنتم إلى اللهِ أقرب ,!
من المعروف أن المسلمين يبدؤون يومهم بالسَّحَرِ أي ما قبيل صلاة الفجر ,, وبالتالي وفي هذا الوقت يبدؤون بإعداد مائدة الطعام والشراب كي يتمكنوا من قضاء يومهم دونهما,
ومن ثم يبدأ اليوم ومن عادة الكثير من أبناء أمتنا النوم بعد صلاة الفجر وما تبعها من تلاوة لما تيسر من القرآن الكريم ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" اللهم بارك لأمتي في بكورها  "  فلماذا نضيع هذه الفرصة وهذه البركة ,, لنجعل يومنا كله بركة وفائدة ومرحاً بجانب صومنا إن كان شاقاً على البعض .!
ننام الساعة العاشرة مساءً كي نستيقظ على الساعة الثالثة نستعد فيها وتناول