السبت، 28 يناير 2012

هواجس قرب بعيد


في كثير من الأوقات يجول في خاطري هاجس الكتابة !!  لماذا لا أكتب ؟ ولكن ماذا سأكتب ؟ أظن غزة فيها الكثير ليكتب ومشاهدات جديرة بالاحتفاظ بنصها ذكرى وإن كانت أداة الكتابة لدي متواضعة ومن الطراز البسيط فأمورٌ تستحق الكتابة في حياتنا ربما تكون دافعا لي في الوقت القريب لأكتب جزيئات يومية ومقطوعات شخصية حول أحداث معينة ومحدودة بما لا يمس الآخرين بشيء من سوء أو حرج ..
في الجامعة !
ليس كعادتي ولكن دائما ما استيقظ متأخرا في حال التردد بين الذهاب للجامعة أم لا, في يوم ليس فيه محاضرات غنية بالمعرفة والأهمية لا أهتم كثيرا بالذهاب لأن ليس في جامعتي ما يشد الإنسان لإعداد زيارة سياحية أو الاستعداد لتجربة علمية أو عملية تصوير خجولة كل شيء فيها يبدو محرما أو محرومون نحن منه فهي متواضعة بما لا يوصف , لكن لوعدٍ قطعته مع زميلٍ لي أن نعمل عدة أبحاث وتقارير لمدرسة التراث الشعبي_ المادة تتحدث عن عادات وتقاليد الأقوام والشعوب عبر العصور وخاصة فلسطين _ هي مادة جميلة بذاتها ومضمونها ومشوقة لما فيها من أساطير وملاحم وعادات وتقاليد الشعوب القديمة والمعاصرة _ وصلت الجامعة متأخرا بمحاضرتين وكان من نصيبي أن أحضر الثالثة _ بدأت فيها تلخيص ما كان من المحاضرة الأولى والأستاذ كان يتكلم عن النهاية _ بداية الآخرة _ وعن الموت وأسئلة الملكين في القبر وما حول ذلك وأنا منشغل في كتابة ما فاتني في المحاضرة الأولى ولكن ما شدَّ انتباهي هو الهدوء الذي لامس هذه المحاضرة عن غيرها من المحاضرات , لم يكن غيرها بهذا الهدوء والخشوع ربما لأن الناس دوماً تخاف وتلتمس من أحاديث ما بعد الحياة الأولى !.
في المكتبة _ مكتبة جواهر لال نهرو _
نبدأ بالتعريف بهذه المكتبة وسبب التسمية فهو المكان الوحيد الجدير بالزيارة والحديث عنه في جامعتنا ,, جواهر لال نهرو هو أحد أبرز الزعماء الذين قادوا الهند للاستقلال وكان أول رئيس وزراء هندي شغل المنصب حتى وفاته وهو أحد مؤسسي دول عدم الانحياز بجانب جمال عبد الناصر وتيتو الذين جمعتهم الاشتراكية , درس القانون وانتقل إلى بريطانيا التي كانت تحتل الهند في ذلك الوقت وطاف في الكثير من الدول الأوروبية ما أثر على ثقافته وغيرها من الشرق إلى الغرب حتى عودته إلى الهند والتحاقه بركب المهاتما غاندي الذي أعاد إليه وطنيته الهندية وصلاته الهندوسية ..
دخلنا المكتبة وجلسنا في قسم الدراسات الفلسطينية نبحث عن كتب الأساطير والملاحم الشعبية القديمة دون جدوى ما دفعنا لان نستفسر من مشرف القسم على هذه الكتب وببضع أحرف كتبها على الكمبيوتر أرشدنا إلى الطابق الثالث لنحمل أجسادنا وننتقل هناك ونبحث عن الكتب ونجدها بكل سهولة ويسر, الموسوعة العالمية في الملاحم والأساطير- ومعاجم الأساطير ومش عارف ايش _  انسيت اسم الكتاب لكن أكيد راح اتزكره في مطالعة قادمة _ الكتب غنية جداً وجميلة ولكن لا أظن أني قادر على الاستمرار في الكتابة الآن لأني قد أطلت كثيراً دون أن أصل لمرادي من هذه التدوينة ..
خارج الجامعة !
كنا في جلستنا داخل المكتبة قد أبحرنا من فلسطين إلى الهند ثم سافرنا براً إلى الفراعنة وحضارتهم ثم استقرت راحلتنا في صحراء الفضاء الواسع وأساطير أوديسيوس وأفروديت  .. كانت رحلة شيقة مليئة بالمعرفة والدهشة من المعلومات التي تبادلناها حول آلهة البر والسماء والماء والنماء والعلاقة بين الأديان السماوية والوضعية وبعض العقائد والمبادئ التي تشدنا إلى مزيد من المطالعة وتنمي شغفنا لمعرفة المزيد !! بعد انتقالنا من الرحب المقدس _ المكتبة _ إلى خارج الجامعة " الجامعة لا يُعرف خارجها من داخلها لأنها صغيرة الحجم والشارع جزء منها أو العكس " لكن لها منا كل الاحترام " كانت كعادتها _ غزة _ الغرابة فيها من شتى النواحي إخواننا في الكتلة الإسلامية يرفعون الرايات الخضر ويعلقونها على بوابة الجامعة بصورة استفزازية لغير حمساوي فهم في وضعهم يحوِّلون هذا الصرح البسيط إلى ثكنة لحشد الجماهير وتحقيق الانتصارات ولكن على حساب من ؟! كثيرا ما أسأل نفسي لماذا هذه الرايات وتكاليف المواد الدعائية ؟ الشعب يعاني من الجوع هو أحق بها أليس كذلك ؟ الشاكلة التي يتم وضع الرايات فيها لحساب من ؟ من أمرهم بوضعها ولماذا ؟ ببساطة أجاب من لا لون له _ لون = حزب أو جماعة _ إنها للإغاظة وتفريغ القلب من الأحقاد !! غريب أمر الجماعات الإسلامية !! لا يدخل مسلمٌ الجنة وفي قلبه مثقال ذرة من حقد ؟!  كيف يكون في قلوبهم كل هذه الأحقاد ؟ ويتنادون ويتغنون بالإسلام ؟  ليس بهذه الطريقة ندعو الناس للإسلام وليس بها نفرغ أحقادنا ؟ ما هكذا تورد الإبل !!!
نسأل الله السلامة والهداية لنا ولهم !!
الآن من البيت ...
هدوء تام يخيم على الغرفة وبرودة الطقس تجبر المواطنين على التزام مساكنهم في ظل مخاوف من أنفلونزا الخنازير ... لن أفصل الخبر   ... مللتُ الكتابة وهي لا تمل ولكن أكتفي بهذا القدر قد بلغ السيلُ الزبى !!
في حفظ الله ورعايته !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق