السبت، 28 يناير 2012

لغزةَ بلا كهرباء وجهٌ آخر


 لغزةَ بلا كهرباء وجهٌ آخر


حينَ تفقدُ المدينةُ نورَها يُخيمُ عليها الظلامْ إلا أنَّ في غزةَ للظلامِ أنواع وسببها واحد
حين تدخل أياً من شوارعِ غزةَ ليلاً او نهاراً تجدُ حالَ الشارعِ أو الحيِ حالَ القريةِ تماماً لا تجدُ شيئاً يختلفُ في ذلك سوى الشوارعِ الإسفلتيةِ والبيوتِ الإسمنتية , أما غير ذلك تراهُ قريةًًً , فحالُ المدينةِ كالشمسِ تغيبُ حينَ غيابِها وتشرقُ وقتَ شروقِها .

السيد أبو رامز يطهو الطعامَ في ظلِ وجودِ الكهرباء على الأقراصِ الكهربائيةِ ووقتَ انقطاعِ الكهرباءِ لا يجدُ أمامَه إلا أن يوقدَ ناراً في ساحةٍ صغيرةٍ أمامَ المنزلِ على الاخشابِ المهددةِ بالانقراضِ وذلك لانَّ الغازَ قدْ فرغ منذ ما يقاربُ الاسبوعين حسب قوله ولا يوجد بديل , وأنه قام باصلاحِ بابوره القديم إلا أنه لا يزال يبحثُ عن وقودٍ لتشغيله.وجاره إياد على نفسِ الحال ولا زال منذ ما يقارب الشهرَ ينتظرُ الانبوبَ الذي يقطنُ في محطةِ التعبئةِ على حدِ قوله ,
أما الحاج أبو أحمد والذي بلغ من العمر ما يقارب الثمانين عاما يقولُ لنا أنه لم يشهدْ في حياته أيامًا كهذه الأيام وحتى أيام الحروب لم تكن هكذا وما بيدنا الا الصبر على هذا الحال ولا حياة لشعب يعتمد في غذاءه على عدوه ,
أما محمد يوسف فهو طالب جامعي يقدم امتحانات نصف فصلية يقول لنا أن مشكلته الحالية هي توفير شمعة على الأقل للدراسة عليها في ظل إنقطاع التيار الكهربائي والغاز وأن الشمع المتوافر في السوق هو من النوع سريع الذوبان وسعره مرتفع بشكل غيرطبيعي على حد وصفه ,
أم زياد لنا إن الكهرباء لم تأتي منزلنا منذ يومين وهذا جعلني أغسل الغسيل على يدي واطهوا الطعام على النار وباقي الوقت اما نجلس بين اربعة حوائط أو اتحدث مع جاراتي لإضاعة الوقت والتسلية .
أبو مؤمن مشكلته الأساسية هي توفيرالمياه لمنزله المكون من خمسة طوابق والذي لاتصله الماء الا باستخدام مضخة المياه والتي تعمل على الكهرباء ويخبرنا انه قد اشترى مولد كهربائي يعمل على البنزين وهو يجد صعوبة بالغة في توفير هذا البنزين ,
الاطفال منهم من يشعر بالسعادة وقت انقطاع التيار الكهربائي فحسين يقول لنا انه يكون سعيد وقت انقطاعه وذلك حتى يتسنى له ولاصحابه ان يلعبوا لعبة الاستغماية وعلى العكس منه سلمان الذي يقول ان الكهرباء تحرمه من مشاهدة مسلسله الكرتوني المفضل.
خالد يقول لنا انه يقضي وقت فراغه مع اصحابه على باب المنزل ولا يجد شيئا يفعله سوى التحدث معهم وذلك لكي يبعد حالة الملل عنه ويقول ان انقطاع الكهرباء الدائم افضل من هذا الحال والذي يكلفنا عناء الانتظار و عناء مجيئها واتيانها وهذا ايضا يسبب إتلاف الأجهزة الكهربائية .
ما بين ظلمات الانقسام و ظلمات الحصار يبقى ساكنو غزة دافعي الثمن لسياسات لا علاقة لهم بها
ويبقى السؤال الى متى هذا الحال ...؟ في ذهن كل مواطن

غزة بلا كهرباء (2)

2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق