كوجيكو بدون عنوان ,,
هل تعلمون ماذا يكون الكوجيكي ؟
لماذا هو بدون عنوان ؟
هل سبق وأن سمعت عن ديانة الشنتو ؟
دون عنوان يشبه حياتنا نسير دون هدي تتلاعب بنا النجوم والأقدار دون وعي في ظلمة لا نكترث بها كثيراً إذ أنّ الهوى ساقها إلينا ومنع عنا ومضات ضوء تنير لنا الطريق , دون عنوان لأنّ هذه التدوينة لا تتميز بالوحدة الموضوعية وإنما مجموعة من الموضوعات أولها :
التعليم في فلسطين وجامعتي على وجهٍ أخص /
هل نبدأ من الأمسِ ؟ بالطبع لا ... لا أريد أن أطيلَ كثيراً
" يوم الخميس "
الأستاذ : يوم الأحد المقبل امتحان لا تنسوا ذلك
مجموعة طلاب : لا يا أستاذ , لا نريد امتحاناً نصفيا فلنحتسبه للامتحان النهائي
طالب من بعيد : يا أستاذ يوم الأحد تعليق للدراسة بسبب إضراب نقابة العاملين
الأستاذ : إذا كان ذلك فليؤجل للخميس الأسبوع المقبل غير ذلك لليوم الذي يليه
" يوم الثلاثاء "
طالب : غداً تعليق بسبب المهرجان الذي تنوي الكتلة الإسلامية إقامته والخميس رأس السنة الهجرية ..
مجموعة من الطلاب : جاء الفرج والله زمان ,,
في نفسي : لسه امبارح كنا في تعليق يعني الامتحان ليوم الأحد والله زمان ,, ,,
ليست مادة الأستاذ هذه الوحيدة في طابور التأجيل بل معظمها على هذا الحال تشبه جدول الكهرباء ..
" الأحد في قاعة الامتحان "
خمسون طالباً ؟! أظنه أكثر من ذلك أو أقل بقليل , الرقم كبير ويدعو للعجب إذ أن أقصى عدد من الطلاب الذين كانوا يتواجدون في المحاضرة لا يزيد عن العشرين البتة ,, اللهم زد وبارك ..
القاعة تمتلئ بالحضور ولا مقاعد كافية , الأستاذ يقرر فصلهم لقسمين والطلاب يعترضون يرضخ الأستاذ لإرادة الشعب , استيراد مجموعة مقاعد من القاعات المجاورة , نداءات للسكوت وتوفير الهدوء , يبدأ الامتحان والأجواء مشحونة بمظاهر الشغب , فلان يتصعب من المسألة الأولى ينظر لجاره كانت الورقة مختلفة عنه يفتح الكتاب باحثاً عن نموذج مشابه أو إجابة لذات السؤال , تعب من البحث تفاجأ الإجابة هي اسمه , فرح كثيرا انتقل للفراغ الثاني عرفه تماما رقم القاعة وصدم حين قرأ _ السؤال الأول _ ربما في ظنه أجاب نصف الامتحان _
آخر حاله أعظم يسرا قد أجاب بعض أسئلة وأخذ يذيع الإجابات لمن حوله وكاد أن ينسى نفسه لولا أن سأله جاره عن إجابة السؤال التالي .
ولا يزال الأستاذ يستجدي الهدوء من الطلبة ولكن هذه المرة يستعمل لغة التهديد _ من لا يسكت سأطرده إلى الخارج وأسحب الورقة _ بالطبع لا حياة لمن تنادي ..
المسلسل يطول ولكني أكتفي بهذا السرد لأن الصورة قد وصلت , نعم هي صورة التعليم في جامعتي التي لا تختلف كثيرا عن باقي جامعات الوطن العربي _ هل أسافر إلى ... إلى أين ؟!_
لا داعي للتفكير بوضع حلول لهذه الكوارث فمن هنا تأتي الهزيمة ههههه ولننتقل إلى موضوع " الكوجيكي " بعد أن أوضحنا ماهية اللاعنوان أظنها وصلت تماماً للأذهان .
ال.كوجيكي " وقائع الأشياء القديمة " هو الكتاب المقدس للشعب الياباني كان قد ترجمه إلى العربية المترجم السوري محمد عضيمة ,, وهو بمثابة القرآن عند المسلمين من ناحية القداسة , إذن الكوجيكي هو الكتاب المقدس للديانة الشنتوية التي يدين بها معظم الشعب الياباني سواء مَسَّتْهم الشيوعية أم فارقتهم دون فرق يؤمنون بها وتمثل نهج حياتهم ,
أما محتوى الكتاب مجموعة أساطير وملاحم تشكل العمق الروحي ومنظومة الأخلاق لليابانيين.
_ قصته الرئيسية : يتزوج إيزناكي "الإله الذكر " من إيزانامي " الإلهة الأنثى " وينجبان جزر الأرخبيل الياباني ثم تموت إيزانامي بسبب احتراق عضوها التناسلي بعد ولادتها لإله النار والضياء وترحل إلى بلاد الظلمات أو مقر النفوس . يشتاق إيزناكي لرؤية زوجته ويقرر الذهاب لرؤيتها وإقناعها بالعودة إلى الحياة لإكمال عملية الإنجاب فتشترط عليه الآلهة أن يراها كما هي في الجحيم. وحين يرى منظرها المريع يصاب بالذعر والرعب ويهرب منها فتطارده هي ونساء الجحيم ثم يفصل بين عالم الموت وعالم الحياة بصخرة كبيرة . يأخذ إيزاناكي بالتطهر فتولد من عينه اليسرى الإلهة "أماتيراس" أي الشمس .ويطهر عينه اليمنى فيولد منها "تسكي يومي" القمر ، ومن أنفه يولد الإله العنيف القوي سسانو وهو رمز الأرض بجميع مشكلاتها . يوزع الأب أولاده ليحكموا العالم ويكون على سسانو أن يحكم عالم البحار ولكنه يشرع بالبكاء لأنه يريد الذهاب الى أمه في العالم الآخر فيغضب منه أبوه ويقرر نفيه فيذهب الى أخته أماتيراس فتزلزل الجبال والبحار وترتعد أخته خوفا من قدومه ولكنه يطمئنها الى أنه لا يطمع بملكها. ولكي تطمئن منه تماما تطلب منه سيفه وحين تأخذ السيف تكسره وتمضغه فيولد لها من السيف خمسة أبناء ثم يشرع سسانو بالعبث والتدمير وتخريب مملكة أخته وتختبئ هي في المغارة السماوية الصخرية وتغضب الآلهة على سسانو ويسود الظلام العالم بعد اختباء أماتيراس " الشمس " التي تسمع قهقهة وضحكات الآلهة فتسأل عن السبب وتقول لها الإلهة الراقصة "أزميه" أنهم عثروا على إلهة أجمل منها ، فتشق أماتيراس باب المغارة قليلا لترى، ولكن الإله المرآة يقف في وجهها وبمساعدة الإلهة الحبل وإله ثالث يتمكنون من إخراجها ويعود الضوء الى العالم ثم يقرر مجمع الآلهة معاقبة سسانو العابث فيقررون قص لحيته وقلع أظافره !_ موقع الصومعة الإسلامي _
هذه القصة الرئيسية لكتاب الكوجيكي , والطريف الذي قرأت عن هذه الديانة أنهم الشعب الوحيد ربما الذي يفضل الأنثى على الذكر ما يجعل حالة تشنج بين الأب وأبنائه الذكور ..
هذا جزء مما قرأت عن هذه الديانة أرغب بالتفصيل عنها ولكن لا يوجد متسع للإكمال لمن أراد أن يكمل بإمكانه كتابة الكوجيكو أو أن يزور موقع الصومعة الإسلامي للتعرف على هذه الديانة وغيرها من الأديان إلى جانب موسوعة علمية تزخر بالكثير من المعلومات القيّمة !
هنا بعض مقتطفات منها ./
الصلاة: ويقوم فيها الزائر بتقديم أمانيه ومطابه، وهذا مثال حي على هذه الأدعية:
«أولاً وقبل كلّ شيء،
هناك في حقلك المقدَّس أيُّها الاله المهيمن
ليت حبة الأرزّ الأخيرة التي سيحصدونها،
ليت الحبة الأخيرة من الأرزّ التي ستحصد،
بحبات العرق المتساقط من سواعدهم،
وتشدّ مع الوحل العالقين بالفخذين،
ليت هذه الحبة تزدهر بفضلك،
وتنفتح سنابل الأرزّ التي تتوق إليها الأيدي الكثيرة،
فتكون أولى الثمرات في الشراب وأعواد النبات».
«أولاً وقبل كلّ شيء،
هناك في حقلك المقدَّس أيُّها الاله المهيمن
ليت حبة الأرزّ الأخيرة التي سيحصدونها،
ليت الحبة الأخيرة من الأرزّ التي ستحصد،
بحبات العرق المتساقط من سواعدهم،
وتشدّ مع الوحل العالقين بالفخذين،
ليت هذه الحبة تزدهر بفضلك،
وتنفتح سنابل الأرزّ التي تتوق إليها الأيدي الكثيرة،
فتكون أولى الثمرات في الشراب وأعواد النبات».
لا يؤمن الشنتو باله واحد ولا يعتقدون المطلق في شيء وإنما يصلون ويقدمون القرابين للكامي وهو بعض مظاهر تتجلى فيها القوى الإلهية قد تكون شجراً أو صخراً وهذا ما جعل اليابانيين يربطون كل ظاهرة بإله معين _ يشبهون في ذلك الهندوس _ الأمر الذي جعل الكامي عدداً غير محصور ولكل شخصٍ كاميه خاص به إذا شاء _ كاميه عطر فرنسي ربما تم اشتقاق الاسم من هنا _ لا يؤمن الشنتويون بالدار الآخرة كأتباع الديانات السماوية وإنما تنطلق الروح لتتحد مع قوى الطبيعة _ مش واضحة ؟! _ لذلك يفوضون أمور الموت للعقيدة البوذية التي دخلت اليابان بعد الشنتو .. بعد عودة التيار الكهربائي من انقطاع دام النصف ساعة ..
والله يا جماعة طوَّلِتْ ,, بكفي ,, الحمد لله الذي منَّ علينا بنعمة الإسلام وجعلنا من الموحدين ونسأل الله أن يصلح حال مجتمعاتنا وينير سبل التعليم فيها .,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق