السبت، 28 يناير 2012

كوجيكو بدون عنوان


كوجيكو بدون عنوان ,,
هل تعلمون ماذا يكون الكوجيكي ؟
لماذا هو بدون عنوان ؟
هل سبق وأن سمعت عن ديانة الشنتو ؟
دون عنوان يشبه حياتنا نسير دون هدي تتلاعب بنا النجوم والأقدار دون وعي في ظلمة لا نكترث بها كثيراً إذ أنّ الهوى ساقها إلينا ومنع عنا ومضات ضوء تنير لنا الطريق , دون عنوان لأنّ هذه التدوينة لا تتميز بالوحدة الموضوعية وإنما مجموعة من الموضوعات أولها :
التعليم في فلسطين وجامعتي على وجهٍ أخص /
هل نبدأ من الأمسِ ؟ بالطبع لا ... لا أريد أن أطيلَ كثيراً
             " يوم الخميس "
الأستاذ : يوم الأحد المقبل امتحان لا تنسوا ذلك
مجموعة طلاب : لا يا أستاذ , لا نريد امتحاناً نصفيا فلنحتسبه للامتحان النهائي
طالب من بعيد : يا أستاذ يوم الأحد تعليق للدراسة بسبب إضراب نقابة العاملين
الأستاذ : إذا كان ذلك فليؤجل للخميس الأسبوع المقبل غير ذلك لليوم الذي يليه
            " يوم الثلاثاء "
طالب : غداً تعليق بسبب المهرجان الذي تنوي الكتلة الإسلامية إقامته والخميس رأس السنة الهجرية ..
مجموعة من الطلاب : جاء الفرج والله زمان ,,
في نفسي : لسه امبارح كنا في تعليق يعني الامتحان ليوم الأحد والله زمان ,, ,,
 ليست مادة الأستاذ هذه الوحيدة في طابور التأجيل بل معظمها على هذا الحال تشبه جدول الكهرباء ..
          " الأحد في قاعة الامتحان "
خمسون طالباً ؟! أظنه أكثر من ذلك أو أقل بقليل , الرقم كبير ويدعو للعجب إذ أن أقصى عدد من الطلاب الذين كانوا يتواجدون في المحاضرة لا يزيد عن العشرين البتة ,, اللهم زد وبارك ..
القاعة تمتلئ بالحضور ولا مقاعد كافية , الأستاذ يقرر فصلهم لقسمين والطلاب يعترضون يرضخ الأستاذ لإرادة الشعب , استيراد مجموعة مقاعد من القاعات المجاورة , نداءات للسكوت وتوفير الهدوء , يبدأ الامتحان والأجواء مشحونة بمظاهر الشغب , فلان يتصعب من المسألة الأولى ينظر لجاره كانت الورقة مختلفة عنه يفتح الكتاب باحثاً عن نموذج مشابه أو إجابة لذات السؤال , تعب من البحث تفاجأ الإجابة هي اسمه , فرح كثيرا انتقل للفراغ الثاني عرفه تماما رقم القاعة وصدم حين  قرأ _ السؤال الأول _ ربما في ظنه أجاب نصف الامتحان _
 آخر حاله أعظم يسرا قد أجاب بعض أسئلة وأخذ يذيع الإجابات لمن حوله وكاد أن ينسى نفسه لولا أن سأله جاره عن إجابة السؤال التالي .
ولا يزال الأستاذ يستجدي الهدوء من الطلبة ولكن هذه المرة يستعمل لغة التهديد _ من لا يسكت سأطرده إلى الخارج وأسحب الورقة _ بالطبع لا حياة لمن تنادي ..
المسلسل يطول ولكني أكتفي بهذا السرد لأن الصورة قد وصلت , نعم هي صورة التعليم في جامعتي التي لا تختلف كثيرا عن باقي جامعات الوطن العربي _ هل أسافر إلى ... إلى أين ؟!_
لا داعي للتفكير بوضع حلول لهذه الكوارث فمن هنا تأتي الهزيمة ههههه ولننتقل إلى موضوع " الكوجيكي " بعد أن أوضحنا ماهية اللاعنوان أظنها وصلت تماماً للأذهان .
ال.كوجيكي " وقائع الأشياء القديمة "  هو الكتاب المقدس للشعب الياباني كان قد ترجمه إلى العربية المترجم السوري محمد عضيمة ,, وهو بمثابة القرآن عند المسلمين من ناحية القداسة , إذن الكوجيكي هو الكتاب المقدس للديانة الشنتوية التي يدين بها معظم الشعب الياباني سواء مَسَّتْهم الشيوعية أم فارقتهم دون فرق يؤمنون بها وتمثل نهج حياتهم  ,
أما محتوى الكتاب مجموعة أساطير وملاحم تشكل العمق الروحي ومنظومة الأخلاق لليابانيين.
_ قصته الرئيسية : يتزوج إيزناكي "الإله الذكر " من إيزانامي " الإلهة الأنثى " وينجبان جزر الأرخبيل الياباني ثم تموت إيزانامي بسبب احتراق عضوها التناسلي بعد ولادتها لإله النار والضياء وترحل إلى بلاد الظلمات أو مقر النفوس . يشتاق إيزناكي لرؤية زوجته ويقرر الذهاب لرؤيتها وإقناعها بالعودة إلى الحياة لإكمال عملية الإنجاب فتشترط عليه الآلهة أن يراها كما هي في الجحيم. وحين يرى منظرها المريع يصاب بالذعر والرعب ويهرب منها فتطارده هي ونساء الجحيم ثم يفصل بين عالم الموت وعالم الحياة بصخرة كبيرة . يأخذ إيزاناكي بالتطهر فتولد من عينه اليسرى الإلهة "أماتيراس" أي الشمس .ويطهر عينه اليمنى فيولد منها "تسكي يومي" القمر ، ومن أنفه يولد الإله العنيف القوي سسانو وهو رمز الأرض بجميع مشكلاتها . يوزع الأب أولاده ليحكموا العالم ويكون على سسانو أن يحكم عالم البحار ولكنه يشرع بالبكاء لأنه يريد الذهاب الى أمه في العالم الآخر فيغضب منه أبوه ويقرر نفيه فيذهب الى أخته أماتيراس فتزلزل الجبال والبحار وترتعد أخته خوفا من قدومه ولكنه يطمئنها الى أنه لا يطمع بملكها. ولكي تطمئن منه تماما تطلب منه سيفه وحين تأخذ السيف تكسره وتمضغه فيولد لها من السيف خمسة أبناء ثم يشرع سسانو بالعبث والتدمير وتخريب مملكة أخته وتختبئ هي في المغارة السماوية الصخرية وتغضب الآلهة على سسانو ويسود الظلام العالم بعد اختباء أماتيراس " الشمس " التي تسمع قهقهة وضحكات الآلهة فتسأل عن السبب وتقول لها الإلهة الراقصة "أزميه" أنهم عثروا على إلهة أجمل منها ، فتشق أماتيراس باب المغارة قليلا لترى، ولكن الإله المرآة يقف في وجهها وبمساعدة الإلهة الحبل وإله ثالث يتمكنون من إخراجها ويعود الضوء الى العالم ثم يقرر مجمع الآلهة معاقبة سسانو العابث فيقررون قص لحيته وقلع أظافره !_ موقع الصومعة الإسلامي _
هذه القصة الرئيسية لكتاب الكوجيكي , والطريف الذي قرأت عن هذه الديانة أنهم الشعب الوحيد ربما الذي يفضل الأنثى على الذكر ما يجعل حالة تشنج بين الأب وأبنائه الذكور ..
هذا جزء مما قرأت عن هذه الديانة أرغب بالتفصيل عنها ولكن لا يوجد متسع للإكمال لمن أراد أن يكمل بإمكانه كتابة الكوجيكو أو أن يزور موقع الصومعة الإسلامي للتعرف على هذه الديانة وغيرها من الأديان إلى جانب موسوعة علمية تزخر بالكثير من المعلومات القيّمة !
هنا بعض مقتطفات منها ./
الصلاة: ويقوم فيها الزائر بتقديم أمانيه ومطابه، وهذا مثال حي على هذه الأدعية:
«
أولاً وقبل كلّ شيء،
هناك في حقلك المقدَّس أيُّها الاله المهيمن
ليت حبة الأرزّ الأخيرة التي سيحصدونها،
ليت الحبة الأخيرة من الأرزّ التي ستحصد،
بحبات العرق المتساقط من سواعدهم،
وتشدّ مع الوحل العالقين بالفخذين،
ليت هذه الحبة تزدهر بفضلك،
وتنفتح سنابل الأرزّ التي تتوق إليها الأيدي الكثيرة،
فتكون أولى الثمرات في الشراب وأعواد النبات».
لا يؤمن الشنتو باله واحد ولا يعتقدون المطلق في شيء وإنما يصلون ويقدمون القرابين للكامي وهو بعض مظاهر تتجلى فيها القوى الإلهية قد تكون شجراً أو صخراً وهذا ما جعل اليابانيين يربطون كل ظاهرة بإله معين _ يشبهون في ذلك الهندوس _ الأمر الذي جعل الكامي عدداً غير محصور ولكل شخصٍ كاميه خاص به إذا شاء  _ كاميه عطر فرنسي ربما تم اشتقاق الاسم من هنا _ لا يؤمن الشنتويون بالدار الآخرة كأتباع الديانات السماوية وإنما تنطلق الروح لتتحد مع قوى الطبيعة _ مش واضحة ؟! _ لذلك يفوضون أمور الموت للعقيدة البوذية التي دخلت اليابان بعد الشنتو .. بعد عودة التيار الكهربائي من انقطاع دام النصف ساعة ..
والله يا جماعة طوَّلِتْ ,, بكفي ,, الحمد لله الذي منَّ علينا بنعمة الإسلام وجعلنا من الموحدين  ونسأل الله أن يصلح حال مجتمعاتنا وينير سبل التعليم فيها .,  

هواجس قرب بعيد


في كثير من الأوقات يجول في خاطري هاجس الكتابة !!  لماذا لا أكتب ؟ ولكن ماذا سأكتب ؟ أظن غزة فيها الكثير ليكتب ومشاهدات جديرة بالاحتفاظ بنصها ذكرى وإن كانت أداة الكتابة لدي متواضعة ومن الطراز البسيط فأمورٌ تستحق الكتابة في حياتنا ربما تكون دافعا لي في الوقت القريب لأكتب جزيئات يومية ومقطوعات شخصية حول أحداث معينة ومحدودة بما لا يمس الآخرين بشيء من سوء أو حرج ..
في الجامعة !
ليس كعادتي ولكن دائما ما استيقظ متأخرا في حال التردد بين الذهاب للجامعة أم لا, في يوم ليس فيه محاضرات غنية بالمعرفة والأهمية لا أهتم كثيرا بالذهاب لأن ليس في جامعتي ما يشد الإنسان لإعداد زيارة سياحية أو الاستعداد لتجربة علمية أو عملية تصوير خجولة كل شيء فيها يبدو محرما أو محرومون نحن منه فهي متواضعة بما لا يوصف , لكن لوعدٍ قطعته مع زميلٍ لي أن نعمل عدة أبحاث وتقارير لمدرسة التراث الشعبي_ المادة تتحدث عن عادات وتقاليد الأقوام والشعوب عبر العصور وخاصة فلسطين _ هي مادة جميلة بذاتها ومضمونها ومشوقة لما فيها من أساطير وملاحم وعادات وتقاليد الشعوب القديمة والمعاصرة _ وصلت الجامعة متأخرا بمحاضرتين وكان من نصيبي أن أحضر الثالثة _ بدأت فيها تلخيص ما كان من المحاضرة الأولى والأستاذ كان يتكلم عن النهاية _ بداية الآخرة _ وعن الموت وأسئلة الملكين في القبر وما حول ذلك وأنا منشغل في كتابة ما فاتني في المحاضرة الأولى ولكن ما شدَّ انتباهي هو الهدوء الذي لامس هذه المحاضرة عن غيرها من المحاضرات , لم يكن غيرها بهذا الهدوء والخشوع ربما لأن الناس دوماً تخاف وتلتمس من أحاديث ما بعد الحياة الأولى !.
في المكتبة _ مكتبة جواهر لال نهرو _
نبدأ بالتعريف بهذه المكتبة وسبب التسمية فهو المكان الوحيد الجدير بالزيارة والحديث عنه في جامعتنا ,, جواهر لال نهرو هو أحد أبرز الزعماء الذين قادوا الهند للاستقلال وكان أول رئيس وزراء هندي شغل المنصب حتى وفاته وهو أحد مؤسسي دول عدم الانحياز بجانب جمال عبد الناصر وتيتو الذين جمعتهم الاشتراكية , درس القانون وانتقل إلى بريطانيا التي كانت تحتل الهند في ذلك الوقت وطاف في الكثير من الدول الأوروبية ما أثر على ثقافته وغيرها من الشرق إلى الغرب حتى عودته إلى الهند والتحاقه بركب المهاتما غاندي الذي أعاد إليه وطنيته الهندية وصلاته الهندوسية ..
دخلنا المكتبة وجلسنا في قسم الدراسات الفلسطينية نبحث عن كتب الأساطير والملاحم الشعبية القديمة دون جدوى ما دفعنا لان نستفسر من مشرف القسم على هذه الكتب وببضع أحرف كتبها على الكمبيوتر أرشدنا إلى الطابق الثالث لنحمل أجسادنا وننتقل هناك ونبحث عن الكتب ونجدها بكل سهولة ويسر, الموسوعة العالمية في الملاحم والأساطير- ومعاجم الأساطير ومش عارف ايش _  انسيت اسم الكتاب لكن أكيد راح اتزكره في مطالعة قادمة _ الكتب غنية جداً وجميلة ولكن لا أظن أني قادر على الاستمرار في الكتابة الآن لأني قد أطلت كثيراً دون أن أصل لمرادي من هذه التدوينة ..
خارج الجامعة !
كنا في جلستنا داخل المكتبة قد أبحرنا من فلسطين إلى الهند ثم سافرنا براً إلى الفراعنة وحضارتهم ثم استقرت راحلتنا في صحراء الفضاء الواسع وأساطير أوديسيوس وأفروديت  .. كانت رحلة شيقة مليئة بالمعرفة والدهشة من المعلومات التي تبادلناها حول آلهة البر والسماء والماء والنماء والعلاقة بين الأديان السماوية والوضعية وبعض العقائد والمبادئ التي تشدنا إلى مزيد من المطالعة وتنمي شغفنا لمعرفة المزيد !! بعد انتقالنا من الرحب المقدس _ المكتبة _ إلى خارج الجامعة " الجامعة لا يُعرف خارجها من داخلها لأنها صغيرة الحجم والشارع جزء منها أو العكس " لكن لها منا كل الاحترام " كانت كعادتها _ غزة _ الغرابة فيها من شتى النواحي إخواننا في الكتلة الإسلامية يرفعون الرايات الخضر ويعلقونها على بوابة الجامعة بصورة استفزازية لغير حمساوي فهم في وضعهم يحوِّلون هذا الصرح البسيط إلى ثكنة لحشد الجماهير وتحقيق الانتصارات ولكن على حساب من ؟! كثيرا ما أسأل نفسي لماذا هذه الرايات وتكاليف المواد الدعائية ؟ الشعب يعاني من الجوع هو أحق بها أليس كذلك ؟ الشاكلة التي يتم وضع الرايات فيها لحساب من ؟ من أمرهم بوضعها ولماذا ؟ ببساطة أجاب من لا لون له _ لون = حزب أو جماعة _ إنها للإغاظة وتفريغ القلب من الأحقاد !! غريب أمر الجماعات الإسلامية !! لا يدخل مسلمٌ الجنة وفي قلبه مثقال ذرة من حقد ؟!  كيف يكون في قلوبهم كل هذه الأحقاد ؟ ويتنادون ويتغنون بالإسلام ؟  ليس بهذه الطريقة ندعو الناس للإسلام وليس بها نفرغ أحقادنا ؟ ما هكذا تورد الإبل !!!
نسأل الله السلامة والهداية لنا ولهم !!
الآن من البيت ...
هدوء تام يخيم على الغرفة وبرودة الطقس تجبر المواطنين على التزام مساكنهم في ظل مخاوف من أنفلونزا الخنازير ... لن أفصل الخبر   ... مللتُ الكتابة وهي لا تمل ولكن أكتفي بهذا القدر قد بلغ السيلُ الزبى !!
في حفظ الله ورعايته !!

رمضــان


  السلام عليكم ,,

زائرينا الكرام ,, نتمنى لكم شهراً كريماً مباركاً في طاعة الله ,
وأن ينتهي شهرُ رمضان وقد غفر الله لنا ولكم ما تقدم من ذنب وما تأخر ,,
لغزة طقوسُ استقبال مختلفة ,!
 حين يأتي رمضان على غزة ,
كلُ شئ يتغير ولا شئ يبقى على صورته المعتادة , بدءاً بملامح ذاك الوجه البائس إلى محال ومتاجر المدينة , من دمعة على خد طفل إلى ابتسامة تملأ الأجواء يدوي صداها في
باحات المساجد وحلقات تحفيظ القرآن و شرفات المنازل ومحال الفول والفلافل و عربات الخروب نهاراً , وليلاً بين أزقة الأحياء القديمة وعلى صوت الألعاب النارية التقليدية والمصنوعة بأيدي الأطفال , ويبقى حال المدينة طوال الشهر كمن جاء لخطبتها لاهية في أي الثياب تزدان كي يليق بقدسية رمضان .
هذا العام يبدو أن الثياب الجديدة قد حرمت منها غزة وتحول الفرح إلى بيت عزاء يأوي بين جدرانه العتيقة أيامى والأنين ويتامى بلا معين , الفقر والبطالة حالت دون ابتسامة معتادة والحرب والحصار أنهك ساكني الخيمة والدار ,
هذه الزاوية ستكون عينكم على غزة في رمضان وإلى العيد ,
-       ما هي العادات والتقاليد ؟
-       ما أشهى المأكولات الرمضانية وأشهرها في غزة ؟
-       كيف هي الحياة هناك ؟
-       العلاقات الاجتماعية بين الناس ؟
وغيرها الكثير من خلال " لغزة طقوس استقبال مختلفة ,! "
وكلُ عام وأنتم إلى اللهِ أقرب ,!
من المعروف أن المسلمين يبدؤون يومهم بالسَّحَرِ أي ما قبيل صلاة الفجر ,, وبالتالي وفي هذا الوقت يبدؤون بإعداد مائدة الطعام والشراب كي يتمكنوا من قضاء يومهم دونهما,
ومن ثم يبدأ اليوم ومن عادة الكثير من أبناء أمتنا النوم بعد صلاة الفجر وما تبعها من تلاوة لما تيسر من القرآن الكريم ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" اللهم بارك لأمتي في بكورها  "  فلماذا نضيع هذه الفرصة وهذه البركة ,, لنجعل يومنا كله بركة وفائدة ومرحاً بجانب صومنا إن كان شاقاً على البعض .!
ننام الساعة العاشرة مساءً كي نستيقظ على الساعة الثالثة نستعد فيها وتناول  

يافا عروس البحر



 (يافا عَروسُ البَحْرْ)

وَقَفَتْ على شاطئِ يافا تُشَــاهِدُ صيْدَ الصَّيّادينْ
والسّمَاءُ بِطُهرِها تَسْوَدُّ غاضِبَةً تَبْكـي المَلايينْ
والريحُ حاملةَ القهرِ تروحُ بالسفنِ شِمالاً ويمينْ
والنجومُ آفلاتٌ تختفي خوفاً من خبثِ الملاعينْ
*******
يــافا ما عادت يافا,يافا دماءٌ وصراخٌ وأنينْ
يــافا حلمٌ يافا تاريخٌ يافا المستقبلُ يا مسلمينْ
*******
حنين, بماذا تحلمين؟ حنين, بماذا تفكرين؟
*******
إني أعْشَقُ إسْمَكِ يايافا ,يا نورَ القدسِ وفِلَسْطِينْ
أعشقُ تُرْبَكِ يا يافا أعشقُ فيكِ إسْمَ صلاحِ الدينْ
أنتِ أمْسِي وَيَوْمِي وَغَدِي أنْتِ المُسْتَقْبَلُ حِطِّينْ
*******
إنَّا غَزَلْنَا الحُلْمَ وَنَسَجْنَا الفِكْرَ وَجَعَلْنَاكِ أملاً ويقينْ
إنَّا إلَيْكِ يا يافا سَنَحُجُّ إلَيْكِ يا يافا فِي بِضْعِ سِنينْ
* * *
اليكِ يايافا المدينة ويافا الحزينة والاسم حنين
شكراً لمن أهداني هذا الاسم فهو ليس من اختياري

والله زمان


والله زمـــان

اللي شايفينها انتم بالصور , هاد زمان زيكم كنا نشوفها ونشربها او ناكلها ,, اليوم لا



...

,,اااه والله زمان يا كولا ويا هاف تايم , والله اشتقت لكم يا جماعة بتتزكروا وقت كنا نقعد مع بعض ,, يا سلااااام , وبعد شوي أروح وانا ماكلكم لانو فيه غيركم , صح ؟ , اااخ لو بعرف انو فيه يوم زي اليوم ما راح اشوفكم فيه , غير بالصور , لإشتريت كتير منكم , بس يا خسارة 3 سنين بتخربو فيهن

 ........

تلك كانت مجرد مقدمة عما أود ان أتحدث عنه هنا ,, غزة منذ بدأ الحصار , وهاهو يدخل عامه الثالث والتاسع للإنتقاضة والسادس ربما او السابع لنكبتي البطالة والفقر الموجودين أصلاً منذ وجدت فلسطين على خارطة العالم وفي كتب التاريخ ,,, لا أريد أن أتحدث كثيراً ها هنا عن الوضع الاقتصادي المتأزم

هنا .. ولا أريد أن أغوص كثيراً في عالم المتاعب " أوجاع غزة " الشهير , ولكن أنا فتحت هذه الصفحة وبدأتها بالعامية مجرد تطهيراً لما في نفسي وترفيها عليها وللضيق الذي نعيشه حالياً , ربما أنا من أسعد ساكني القطاع حالياً لأنني فعلاً وبشكل قد يظنه البعض خارج عن المألوف الإنساني , إلا أنني هكذا أحياه

قد يكون خيالياً أو رسماً لخيال في عالم الواقع , في الأمس كان التيار الكهربائي وكالعادة التي سأمناها وما سأمها هو ,, كما رسمت في مخيلتي وجعلتها قناعة لدي , أن هذه فترة من العمر يجب ألا تضيع , وعلينا أن نتعامل معها كحياة جميلة وإن لم تكن كذلك ,

 جميلة ٌ هي غزة !!

 نعم والله , بالأمس ركبت الدراجة , "هذه العادة كنت قد اكتسبتها زمن الثانوية العامة , وقت كنت أملُّ الدراسة في أوقات الليل المتأخرة أركب الدراجة وأدور فيها شوارع الحي الصغيرة , وقتها يكون الليل قد عم المكان وهدوءٌ ذو أنسمة هواء نقية طاهرة " آسف وقتها كانت سيارات السيرج " نعم كانت نقية بالرغم من الروائح الناتجة من استخدام زيت القلي في تشغيل محركات السيارات "

 ندخل بالموضوع ,,

 ركبت الدراجة الى ذكريات تلك السنة , حيث أذهب بها إلى أكثر المناطق شهرة على صعيد مدينة غزة والاكثر ارتياداً من قبل الناس , انها الأكثر شهرة ولكنها الأبسط مقاماً , حسن صاحب عربة الخروب البسيطة والطعم الذي لا مثيل له , أما المكان الآخر فهو " ابو نصار ملك الفلافل " من أشهر بائعي المدينة الله يرزقهم كمان وكمان .

الجو كان فعلا رومانسي " زي ما بسموه العشاق ",وكأني في مسلسل أغذى التاريخ تسلسل أحداثه , تستمر الرحلة ولكن في يوم آخر نكمل الحديث عنها لأني فعلاً والله زهقت الكتابة وبدي أطش يلا سلاام في لقاء آخر,

* الدراجة : البسكليت باللهجة الغزية *

2008

لغزةَ بلا كهرباء وجهٌ آخر


 لغزةَ بلا كهرباء وجهٌ آخر


حينَ تفقدُ المدينةُ نورَها يُخيمُ عليها الظلامْ إلا أنَّ في غزةَ للظلامِ أنواع وسببها واحد
حين تدخل أياً من شوارعِ غزةَ ليلاً او نهاراً تجدُ حالَ الشارعِ أو الحيِ حالَ القريةِ تماماً لا تجدُ شيئاً يختلفُ في ذلك سوى الشوارعِ الإسفلتيةِ والبيوتِ الإسمنتية , أما غير ذلك تراهُ قريةًًً , فحالُ المدينةِ كالشمسِ تغيبُ حينَ غيابِها وتشرقُ وقتَ شروقِها .

السيد أبو رامز يطهو الطعامَ في ظلِ وجودِ الكهرباء على الأقراصِ الكهربائيةِ ووقتَ انقطاعِ الكهرباءِ لا يجدُ أمامَه إلا أن يوقدَ ناراً في ساحةٍ صغيرةٍ أمامَ المنزلِ على الاخشابِ المهددةِ بالانقراضِ وذلك لانَّ الغازَ قدْ فرغ منذ ما يقاربُ الاسبوعين حسب قوله ولا يوجد بديل , وأنه قام باصلاحِ بابوره القديم إلا أنه لا يزال يبحثُ عن وقودٍ لتشغيله.وجاره إياد على نفسِ الحال ولا زال منذ ما يقارب الشهرَ ينتظرُ الانبوبَ الذي يقطنُ في محطةِ التعبئةِ على حدِ قوله ,
أما الحاج أبو أحمد والذي بلغ من العمر ما يقارب الثمانين عاما يقولُ لنا أنه لم يشهدْ في حياته أيامًا كهذه الأيام وحتى أيام الحروب لم تكن هكذا وما بيدنا الا الصبر على هذا الحال ولا حياة لشعب يعتمد في غذاءه على عدوه ,
أما محمد يوسف فهو طالب جامعي يقدم امتحانات نصف فصلية يقول لنا أن مشكلته الحالية هي توفير شمعة على الأقل للدراسة عليها في ظل إنقطاع التيار الكهربائي والغاز وأن الشمع المتوافر في السوق هو من النوع سريع الذوبان وسعره مرتفع بشكل غيرطبيعي على حد وصفه ,
أم زياد لنا إن الكهرباء لم تأتي منزلنا منذ يومين وهذا جعلني أغسل الغسيل على يدي واطهوا الطعام على النار وباقي الوقت اما نجلس بين اربعة حوائط أو اتحدث مع جاراتي لإضاعة الوقت والتسلية .
أبو مؤمن مشكلته الأساسية هي توفيرالمياه لمنزله المكون من خمسة طوابق والذي لاتصله الماء الا باستخدام مضخة المياه والتي تعمل على الكهرباء ويخبرنا انه قد اشترى مولد كهربائي يعمل على البنزين وهو يجد صعوبة بالغة في توفير هذا البنزين ,
الاطفال منهم من يشعر بالسعادة وقت انقطاع التيار الكهربائي فحسين يقول لنا انه يكون سعيد وقت انقطاعه وذلك حتى يتسنى له ولاصحابه ان يلعبوا لعبة الاستغماية وعلى العكس منه سلمان الذي يقول ان الكهرباء تحرمه من مشاهدة مسلسله الكرتوني المفضل.
خالد يقول لنا انه يقضي وقت فراغه مع اصحابه على باب المنزل ولا يجد شيئا يفعله سوى التحدث معهم وذلك لكي يبعد حالة الملل عنه ويقول ان انقطاع الكهرباء الدائم افضل من هذا الحال والذي يكلفنا عناء الانتظار و عناء مجيئها واتيانها وهذا ايضا يسبب إتلاف الأجهزة الكهربائية .
ما بين ظلمات الانقسام و ظلمات الحصار يبقى ساكنو غزة دافعي الثمن لسياسات لا علاقة لهم بها
ويبقى السؤال الى متى هذا الحال ...؟ في ذهن كل مواطن

غزة بلا كهرباء (2)

2008

غزة بلا كهرباء (الحلقة الأولى)


  

 غزة بلا كهرباء (الحلقة الأولى)
 

الساعةُ الثالثةُ مساءً وبضعُ دقائق.صَلَيْنا العَصْرَ بالمسجدِ والحمدُ للهِ ,عُدْنا للمنزلِ كالعادةِ, لا مكان لنا سوى الحاسوب الذي مَلْنا وَسَئِمَ جُلُوسَنا مَعَهُ إلا أنه سَبِيلَنا الوَحيدْ رُبْما والصّديقُ الأعزُ علينا والذي من خلالِهِ نَرْمي هُمومَنا حيثُ لا يَسْمَعُ بُكاءَنا أحدٌ أو حتى يرى ضَحَكاتِ الأسى والمعاناةِ , ما أن فتحت الجهاز وفتحت بريدي الالكتروني وبدأت أكلم أحد الأصدقاء لي في الأردنِ الشقيقِ إلا ودقائق يُقطَعُ التيارُ الكهربائي قبلَ 45 دقيقة من الموعدِ المحدد, وقتها شعرت بشئ من الغضب لما نحن فيه من حياة ذل وحرب أعصاب , إلا أن الله سبحانه مَنَّ عليَّ أنني وقتَما أغضَبْ لا أجِدُ إلا الأكل طريقٌ لي أعبرُ من خلالِهِ عَنْ غَضبي والحمدُ للهِ على هذه النعمة ,فهناك من لو كان محلي ربما قَدْ كَسَرَ حاسُوبَه على الأقلِ فهذه حربُ أعصاب يُمارسُها العدوُ الصُّهيوني علينا . بعدما أكلت ما قد قسم الله , قضيت باقي الوقت نائما فالجدول الذي أمضي عليه بات لا فائدة منه وعليّ أن أبحث عن سبيل أخر امضي عليه , إستيقظت عشاءً خرجت من المنزل وسوادُ العُتمةِ يُخَضِّبُهُ إلا أن شيئاً من ضوء القمر كان يزيل القليل من تلك الظلمة , فلا شموع إلا من النوع الذهبي الذي سرعان ما يحترق ولا وقود لإشعال اللامبة التي تعمل على الكاز ولا غاز للطهي لكي نشعل المصباح الغازي (الشمبر), حينما خرجت كالعادة أيضاً ,وقتُ انقطاعِ التيارِ الكهربائيِ تجد كل ساكني الحي الذي اقطنه مجتمعين جالسين على أبواب بيوتهم او على الأرصفة, فأين يذهبون ؟ ,وجدت أبناء جيرتي جلست معهم قليلاً لأني مللت تلك الجلسة دعوتهم لأن نبحث عن سبيل آخر نزيل به هذه الظلمة المتمثلة بظلمة الكهرباء أولاً وظلمة الملل والوضع النفسي السيئ جداً إلا أنَّ برودةَ الطقسِ كان لها الكلمةُ الأولى والأخيرة والتي منعتهم من أن يأتوا معي حيثُ لا أدري ,قررت أن أذهب وأمشي في شوارع مدينة غزة عسى أن تحمل هذه الشوارع شيئا من همومنا , وفي الطريق ألاحظُ نظراتِ الناسِ تَضْحَكُ وفي داخلها حُرْقَةٌ تَكادُ تُشْعِلُ أجسادَهم إلا أنّ دَمْعَ العينِ الخفيِ يُطفِئُها ,وقتها آمنتُ بمثلٍ عربي سَمِعْتُهُ مِن جَدَتِي رَحْمَةُ اللهِ عليها بلغتها العامية وهي تقول ( همم ببكي وهم بيضحك ) فعلاً كثيراً نرى هموماً تبكي واليوم قد اعتدنا هموماً تُضْحِكُ عَضَلاتِ الوَجهِ وتُحرقُ القلبَ , وبعد مشوار طويل نسبياً وصلت منزل أحد أصحابي

كان بجواره حفل (سهرة شباب بمناسبة حفل الزفاف) اتصلت عليه وجدته بتلك الحفلة هاجراً لمنزله الذي لا لون فيه إلا الأسود ايضاً ذهبنا لمنزله المجاور شربنا كأساً من الشاي على ضوء القمروتناولنا شيئاً من الحديث لم يكن بعيداً عن الوجبة الأساسية المعروفة لدى أبناء غزة وهي أحاديث السياسة والتي لا يخلوا حديث بين إثنين منها , مللنا الحديث وقررنا الذهاب الى الحفلة المجاورة والتي كان بها عدد من الناس ليس بالمعتاد ولا بالمتوقع أيضاً فلا تعرفُ من أيِ منطقةٍ هم . عدت للمنزل انتظرت التيار الكهربائي عند موعده إلا أنه كالعادةِ يُخلِفُ الميعاد , انتظرنا شيئاً يمكن اعتباره قليل نسبةً للفترةِ التي قضيناها بدونه , وأتى والحمد لله هذه كانت الليلة الأولى من بعد قرار منع امدادات الوقود لمحطة كهرباء غزة ,,, إنتظرونا بالحلقات القادمة ان شاء الله .

2008

دمعة باردة

دمعةٌ باردةٌ تحرقُ قلباً جافاً
دمعةٌ مفترسةٌ تتنكرُ بثيابِ البراءة

ما أقسى تلكَ الدمعة حينَ تراها تتسللُ في عينٍ عزيزةٍ على نفسك ولا تقدرُ على أن تمسَحَها بيدكَ فما تجدُ إلا عيناك تذرفان دموعاً لأنك لا تملكُ لها شيئاً.دموعُ البؤسِ واليأسِ والأسى , دموعُ الذلِ والمهان , كيفَ لا وهذه الدمعة هي دمعةُ أبيك ؟ كيف لا , وقد تكون دمعةُ امك ؟ كيف لا , وقد تكون دمعةُ اخيك ؟
ما أقسى أن تنظرَ للماءِ أمامك وانتَ عاجزٌ لا تقدرُ أن تشربها !
ما أقسى أن ترى الحياةَ تناديك وللا سبب تموتُ إنْ تقترب منها !
حينَ يطلبُ الإبنُ مِنْ والدِهِ مصروفاً بسيطاً والأبُ لا يملكُ شيئاً يُعطيه , فتراهُ يقولُ لهُ حينَ تعودُ مِنَ المدرسةِ أعطيكَ إياه لأنه لا فكةَ معي ( فكة = صرافة ) أي بعدما أصرفُ مما معي . والأبُ وقتها ينظرُ إلى نفسِه بكلِ احتقار وسخريةٍ مِنَ الحياةِ التي يعيش . ابني يطلبُ مالاً ولا أملك أيُ دنيا هذه !؟ أيُ حياة !؟ فترى دموعَه تنهمرُ لتحرقَ القلوبَ التي تراها . ما أقساها مِنْ دمعةٍ تتنكرُ بثيابِ البراءة !!!
حينَ يذهبُ الطفلُ في أولِ أيامِ الدراسةِ بثيابِ السنةِ الماضيةِ بثيابٍ شِبهُ مرقعةٍ بعدَ عراكٍ مَعْ والدتِه اعتراضاً منه على هذهِ الثيابِ فيقولُ لها فلانٌ ابنُ فلانْ اشترى كذا وكذا أما أنا !؟ فسرعانَ ما ترى دموعَ الأمِ تسيلُ على خديها وقلبُها يحترق. لما.؟ لأنها لا تملكُ شيئاً تمسحُ به دمعَ ابنِها ولا تقدرُ على صنعِ شئْ ,وحينَ يعودُ الطفلُ إلى البيتِ يريدُ أن يأكلَ , تأتي لهُ الأمُ متعسةً بشئٍ مِنَ الطعامِ المعتاد ( كالزعتر او...) فيقولُ لها آلُ فلانٍ أكلوا اليومَ كذا وصاحبي جاءَ للمدرسةِ ومعه كذا لما نحنُ لا ؟؟ فتقولُ له الأم وهي تداري دمعَ عينها وحرقةَ قلبها , حينَ يحصلُ أبوك على المالِ سأعملُ لكَ كلَ الذي تتمنى , فترى الطفلَ وقتها ابتهجَ فرحاً بما سمعْ ولو راقبتَ الأمَ وقتها كيفَ تحترقْ . لعلمتَ أنَّ الدمعَ سِكينٌ في عينِ مَنْ يراهُ .
أما الطفلُ فقدْ رضيَ بما قدْ وعدتهُ أمُه فتراهُ ذهبَ إلى المدرسةِ على أملِ الغدِ الجميل. تراهُ حِينَ وَصَلَ المدرسةَ استند على بابها ينظرُ على هذا وذاك فهذا بلباسٍ جديدٍ وذاك معهُ ما يأكلُه فينظر إلى نفسه أين هو ؟؟ لحظاتٍ إن راقبته سترى عينيه تحترقان فلا هو معه ولا أنت معك تعطيه فتبكيان سوياً ويبقى الدمع في النهاية المنتصر علينا ونحن المهزومون أمامَ قطارِ الحياةِ والذي لا رحمةَ فيه ولا شفقة .
حِينَ ترى شاباً عمرُهُ يتجاوزُ العشرين عاماً يحملُ شهادةً جامعيةً يعملُ عاملَ نظافةٍ ( الشغل مش عيب صحيح. لكن الحياة كرامة ولا حياة بلا كرامة !!) . تراهُ يضحي بحياته لما ؟ لأنه يريدُ أنْ يحيا . فأختُه مريضةٌ بحاجةٍ إلى العلاج والعلاجُ مكلفٌ ولا مالَ فما يصنع ؟ يبيعُ نفسَهُ وحياتَهُ وكرامتَهُ المداسة في مجتمعٍ عربيٍ لا يقدرُ معنى الانسانِ ولا حتى الإنسانية , حينَ تسألُه يجيبُك باكياً متظاهراً أنه مجنون على الأقل فهوَ لا يريدُ منكَ أنْ تعرفَه ولكنكَ لوْ دخلتَ إلى قلبِه لوجدتَ جهنمَ داخِلَه وقودُها نظراتُ الناسِ اليهِ , فهو بحاجةٍ الى المالِ ولا طريقَ سوى التي اختارَ علماً أنَّ بامكانهِ الاتجارَ بالمخدراتِ إلا أنه يتعففُ من ذلك مؤمناً أن الشافي هو الله . دموعُ عينيهِ تنهالُ منه مع كلِ نظرةٍ من الناسِ اليه ,ما ذنبه ؟؟ وحينما ترى رجلاً يبلغُ مِنَ العمرِ ما يقاربُ الستين عاماً يعملُ بنفسِ المجال , ما الذي يحوجه لذلك ؟؟
وأعظمُ مشهدٍ حينَ ترى شاباً يصبحُ طريدَ الرياح مسكنهُ زاويةُ كلِ شارعٍ يحملُ ما يستره من ملابسٍ وفراشٍ على كتفيهِ يتنقلُ بهم من مكانٍ لآخر فهو ضحيةُ الادمانِ والتي ما عالجها المجتمع وصار المجتمع يفتخر ببطولات أصحابها المزيفة , ترى دموع ذاك الشاب تحرق وجنتيه على أيام قد قضاها في ضياع وضياع . دموعٌ لا تعرفُ الشفقةَ ولا الرحمة متنكرةٌ في زيِ البراءةِ , وشاباً قَدْ عصفَ بأبيه الزمن عاشَ صغرَهُ فقيراً وكَبُرَ على فقرٍ في كوخٍ يُسمى مجازاً منزل , تطارده عقارب الساعة وأيام ٌ تتلو أيام وهو يبحث عن قوت أهله وعن حاله ونفسه , يحتل ذهنه أسئلة تحرمه النوم أيام (كيف أبني بيتا ولا مال وان وجد المال لا مواد بناء , كيف أوفر لأمي المريضة العلاج والقوت لأخوتي ؟ اااااااااااااه يا راسي   !! , كيف سيكون مستقبلي ؟؟ ااااااه يا راسي   !! من الغد سأبحث عن عمل , في عندكم شغل ؟ لا طردنا العمال اللي عنا   , ااااه يا رجلي , في عندكم شغل ؟ بس نلاقي شغل لئلنا , آآآآآآه ايش هالدنيا المقرفة ؟؟ يااااا ربي ) . يعود للمنزل . يخرج من المنزل . يجلس على باب المنزل مع أصحابه ايش يا محمد مش ناوي تفرحنا صار لك سنتين خاطب ؟ اه ان شاء الله قريب   ). يعود لغرفته البسيطة يراجع ما حدث طوال يومه فلا يجد إلا والدموع قد احتلت وجهه البائس المكتئب فتأتي امه المريضة تفتح عليه الباب بخفية خيفة ازعاجه فتراه يبكي فتعود لتغلق الباب وتتركه وحيدا لتذهب نفسها الى غرفتها لتصنع الذي يصنع  , ويبقى البكاء سبيلها وسبيله .
بما تشعر حينما تنظر لأبيك أو أمك أو أخيك أو أختك وهم على فراش المرض يصارعونه وليس باستطاعتك إلا الدعاء لهم , وما تملك غير الدعاء ؟!
ما أقساها من دموع وما أظلمها من حياة
إلا أننا سنحياها بحلوها ومرها وسنمضي بها كأننا شمعةٌ نحترقُ لنزيحَ ظلمةَ الحياةِ , سنحيا لأجل الله فلا شئ في الحياة يستحق الحياة , سنحيا لأجل قَدَرٍ قُدِّرَ لنا أن نحياه , سنحياه كأننا ملوكٌ فلا شئ في الحياة ملك للحياة , سنحيا الفقر والغنى وسنحيا السعادة والفرح وسنحيا الحزن والأسى وسنرضى بما الله يرضاه.
بمفهوم آخر سنحيا بوصفة اخرى يجهلها الاخرون سنحيا, سنحيا بموتنا بآلامنا بكل ما تعرفه الحياة بأنه ليس حياة , سنحيا بكل ما ترضاه الحياة ان نحياه . إلا أننا لن نحيا بلا كرامة .... . فالكرامة لنا هي الحياة . ولا حياة الا بالحياة .
الى الذين يفكرون بالهجرة من بلادهم والى الذين يشكون الفقر لن تجدوا نعمة أعظم من أنكم ولدتم حيث شاء الله , فالُله هو الذي أرادكم هنا . فكروا لماذا خلقني الله ُهنا في هذا البيت بين هؤلاء الاخوة وهذا الاب وهذه الام لماذا هؤلاء هم أصحابي لما أنا اعرف هذا ولا أعرف ذاك لماذا خلقني الله ُفي أسوأ بيت في الدنيا لما انا ابن فلان؟ اللهُ أحنُ عليّ من أبي وأمي لما فعلَ هذا بي ؟ فكروا ما السبب واللهِ لتجدنَ الخيرَ فيما تغفل عنه أعينكم . تأملوا للحظة ستجدون أنكم أفضلُ الناس , واكرمُهم مكانة , فكروا للحظة ستعلمون كيف هي الحياة ولما هي الحياة وكم هي الحياة والى متى هي الحياة ؟؟؟
في أمان الله

2008

تلميذ في عصر الجاهلية



تلميذ في عصر الجاهلية



لن أنسى تلك الأيام في حياتي . أيامٌ اختلطت بها المشاعر من خوفٍ وفرحٍ وسرورٍ وعناءٍ ومشقةٍ . نعم لن أنسى أيام الثانوية العامة لن أنسى تلك اللحظات التي حبست نفسي بغرفتي وصاحبني فيها كأس الشاي بعد كتابي ودفتري ولا سيما قلمي الذي ابكاني فقدي له بعد أن وددت أن أجعله ذكرى لتلك الأيام .لن أنسى أستاذي ومعلمي أ. محمود المغني (أبو محمد) يوم كان يضربني وقتما كنت آتي الى المدرسة متأخرا ويشهد على ذلك عصاه (خيزرانته) وباب المدرسة الذي كان يغلق علينا لننتظر بالشارع ويفتح لنا بعد الحصة الأولى او الثانية وأحيانا قليلة لا يفتح لك مني اعتذاري يا مديري ومدير مدرستي لما كان مني من اساءات ومسبات داخل نفسي ولك مني كل الشكر على كل عصا ضربتنيها حرصا منك على مصلحتي التي ما علمتها الا بعد فوات الاوان.لن أنسى استاذي ومعلمي أ. ماهر مناع حفظه الله ورعاه الذي يتملك نظرةً يملك بها القلوب ويرمي بها حيث يشاء لن انسى كلماته الرنانة وصاحبة الصدى العميق في نفسي لن انسى (شحتلة) لك مني أطيب تحية وأعظم تقديريا معلمي الفاضل. لن انسى استاذي ومعلمي أ.عامر السيقلي (أبو إياد) حفظه الله لن انسى درس الاحياء الذي علمتني فيه معنى الحياة وكيف الحياة يا من كنت ذا حرص كبير على مصلحتنا ونحن لاهون بما لا ينفعنا لن انسى صوتك الحامل لإسمي وقت إنشغالي عن الدرس لك من جل احترامي وتقديري . أستاذي ومعلمي أ.شوقي ريحان لن انسى درس النهايات ولا حتى التفاضل والتكامل لن انسى كلمة (مش مهم,مش جاي بالامتحان,ركزوا عليه)لن انسى شرحك العظيم وأسلوبك الحميم في إيصال المعلومة لنا , لك مني كل الشكر وعظيم التقدير.أستاذي ومعلمي أ. موسى الوادية (أبو طالب) حفظك الله ورعاك ,علمتني الكيمياء وتبعتها بالسنة التالية لها بالفيزياء علمتني ماهية الطبيعة وقوانين الحياة لن انسى رحلات السعودية ولن أنسى مسألة البندقية في التصادمات المرنة وغير المرنة لن أنسى صرخاتك المدوية في ذهني لاجل العلم .لك مني كل تحية اجلال واعتراف مني بفضلك علي بعد الله في نجاحي بمادة الفيزياء (بالثانوية العامة) . أستاذي ومعلمي أ.نصر مراد حفظك الله ورعاك , انتظرناك طويلاً في رحلتك بدولة الامارات واحتجازك على معبر رفح ,لا أنسى أول درس أعطيتنيه قبل سفرك درس المصدر المؤول والذي كان البداية الحقيقية لحبي للغة العربية واذكر هنا أني ما كنت احبك قبل تلك الحصة للا سبب أو ربما كان لأن سيارتك لم تعجبني ولكن بعدها قلب الله لي قلبي تجاهك ليمتلأ حباً حقيقياً خالصاً ليس للقلم أن يقدَره فسامحني على تلك اللحظات ولك مني كل شكر وتقدير . أستاذي ومعلمي أ. اسماعيل السيد لن أنسى ثالث حصة لي في الكيمياء (بالثانوية العامة) والتي بها طردت لأني لم أكن معجب باسلوب شرحك الذي لم أفهمه إلا بعد الانتهاء من الوحدة الأولى ,فهل لي منك السماح؟ ولك مني كل تقدير . أستاذي ومعلمي أ. محمد عكيلة , لن أنسى ما صنعت من الفوضى والإزعاج في حصصك لن أنسى البسكويت الذي كنت آكله وزملاء لي في حصتك أرجو السماح. أستاذي ومعلمي أ. سامي الحسني حفظك الله ورعاك لن أنسى رأيك في أشعار محمود درويش لك مني التأيد على رأيك ولك مني شكري وامتناني. أستاذي ومعلمي أ.ناصر الدردساوي حفظك الله ورعاك لن أنسى مناداتك لي حينما كنت اتحدث انا وزميلي لانتبه اليك وقت الدرس لن انسى حرصك على مصلحتي ومصلحة الطلاب لن أنسى سماحة وجهك وطيب نفسك لن أنسى قصة الرهان (the bet) ولن انسى رواية شكسبير (king lear)و ( (the dove) (I want to say to you from my heart thank you my teacher)لك مني كل التقدير والشكر لن أنسى شيخي وأستاذي ومعلمي أ. محمد سعد رحمه الله واسكنه جناته لن أنسى حين كان يلزمنا حفظ ما نأخذ من دروس في الإدارة والإقتصاد ولا انكر فضله الكبير عليَ وكونه سبباً في إفلاتي من الرسوب في مادة الإدارة والإقتصادوتوترٍ وقلقٍ وآلامٍ وآمالٍ
أستاذي ومعلمي أ. عبد السلام حرارة (أبو يوسف) لن أنسى يوم كنا نكنس الفصل قبل بداية حصتك كي نضيع الوقت بلا تعليم لن أنسى نداءاتك لي وقت الحصة لأنتبه اليك وأنا كنت أحياناً أجيب والأخرى كحي ينادي ميتاً أستاذي لك مني إعتذاري لما قد كان مني .أستاذي ومعلمي أ. زكي أبو نحل لن أنسى يوم كنت علينا في اخر حصص ذاك اليوم وكنت أنا وزميل لي في المقعد الأول المقابل لطاولتك نأكل البزر وهو موضوع على الطاولة واحيانا سندويتشات أو ما شابه ذلك من مأكولات لتكون حصة (أكل علمية) وانت تتجاهلنا بطيب قلبك لك مني كل تحية معطرة باجمل القصائد الشعرية التي شرحتها لنا .أستاذي ومعلمي أ. إبراهيم العوضي يا من كنت أباً حنونا علينا وما رفعت علينا إلا عصاك الصغيرة والتي صورتها في ذاكرتي وما ضربت بها أحداً منا ولا أنسى حصصك التي كنا نجعل مقاعدنا كالمقاعد الجامعية(صفاً واحداً) كي نتخيل أنفسنا في محاضرة , واليوم نحن في الجامعة وكم نتمنى لو تعود تلك الأيام يا معلمي .أستاذي ومعلمي أ.نبيل حمد حفظك الله يا من علمتني معنى الحياء لأتغنى به ويا من علمتني خير علم انتفع به في دنيتي وآخرتي لك مني دعواتي الخالصة بأن يكون ذلك في ميزان حسناتك . أستاذي ومعلمي أ.غسان مشتهى كان لي عندك بعض نقاط سامحتك بها وأشكرك على علم عملتنيه ينفعني لدنياي ويساعدني في خوض غمار الحياة فلك مني جزيل الشكر والامتنان .أستاذي ومعلمي أ.يوسف دلول حفظك الله انت من كنت حريصاً على تعليمنا ونحن لعيب فينا أسأنا اليك وإلى مادتك فنرجو منك السماح وكذلك أستاذي ومعلمي أستاذ وائل نرجو منك السماح .أستاذي الكبير ومعلمي الفاضل أ. جبر البطريخي(أبو هاني) (حوت قواعد اللغة العربية) لن أنسى قصة(الدويري) لك مني كل الشكر والتحية الطيبة المعطرة بريح فرحتي عند السماع بإسمك .

الى المعلمين الذين لهم فضل كبير علي , علمتموني ولكن الذاكرة خانتني فلم أستطع ان أتذكر أسمائكم , لكم مني عظيم الشكر والتقدير والى كل معلم لم يعلمني ويحمل أمانة التعليم ويضعها نصب عينيه لكم مني كل التقدير على ما تقومون به من مجهود عظيم جداً لم نقدره وقت كنا في مهدكم ولكن قدرناه الآن ووقت فوات الأوان .

الى أصدقائي الذين إن قرءوا هذا المقال او هذه الرسالة عرفوني الى اصحابي الذين لمني وإياهم حضن مدرسة (جمال عبد الناصر الثانوية للبنين) صيفاً وشتاءً , لا أنسى أيامنا الجميلة في وقت الدرس أو في ساحات المدرسة أو على بابها , لا أنسى الشتاء والبرد الذي كنا نسرق شبابيك الفصول المجاورة لنشعر بالدفء ولا أنسى يوم ان أشعل........ النار في حصة الفيزياء بحجة البرد وتم فصله ولا أنسى انتخابات المشاغبين والتي فزت بها انا وزملائي ومنهم الثعلوب مع اني يومها ربما كان يمكن عد كلماتي لاني كنت مريضاً ولن وانسى أوقات كنيس الفصل لنصنع الغبار لتعليق الدرس وسكب الماء على لوحة الكتابة لن أنسى العزائم التي كنا نعملها وقت الراحة او وقت الدرس او بين الحصص ولا أنسى العصير والشاي والجبنة التي كنا نحضرها من بيوتنا بدلاً من الكتب (خالد يذكر) لن أنسى حبي لكم وأيامنا الدافئة المليئة بحب الأخوة بيننا. اتمنى لكم السعادة كلٌ في دنياه ومجال حياته .

الى مدرستي العزيزة ذكراها على قلبي ,إنني اليوم أعترف عما كان مني فأنا من كسر شباكين ولكن بلا قصد وكذلك كرسي أيضاً لكنه كان جهلاً مني بمقامك العظيم عند رب العرش العظيم فأنت كالمسجد أو انت مسجد وربما أعظم من المسجد ,حضنتنا كأمنا , ثلاث سنين عشناها فيكي أعتبرها من اجمل أيام الحياة رغم قسوتها في الوقت الذي كنا فيه فيكي لكي مني تحية وداع وسلام

الى امي الغالية , لن أنسى أعظم موقف في حياتي يوم استيقظت فجراً وانتي تصلين لأسمعك وانت تدعين الله لي بالنجاح والتوفيق بلغتك البسيطة وقلبك الطيب المليئ بحبك الفطري الطاهرلنا لن أنسى هذا الموقف الذي أبكاني وقتها وأبكاني كلما تذكرته كما يبكيني الآن لك مني أعز تحية فأنت أعظم كنز في الدنيا وأغلى نعمة أنعم الله علينا بها ............



الى طلاب الثانوية العامة كنت قد بحثت عن وسيلة لوصف مرحلة التوجيهي في حياتي ولكن لفترة من الزمن يئست من ذلك الى أن من الله علي بهذه الكلمات لتكون رسالتي لكم ولكل من يقرأ هذا المقال إن الثانوية العامة مرحلة تعد من أجمل مراحل الحياة لصعوبتها وللأحوال الكثيرة التي مررنا بها من يوم أبيض إلى غد أسود ,أنا ادعوكم هنا لجعل تلك السنة من أجمل ذكريات حياتكم فهي نور المستقبل وهي مرآة الماضي المصنوعة من اللؤلؤ ان احسنتم رسمها .




بقلم محمد...... السبت الموافق 18/10/2008 الساعة الثالثة وسبع وثلاثون دقيقة فجراً